أطلقت مؤسسة ريال مدريد، الخميس 04 دجنبر 2025 ، بالمدرسة الأمريكية بالرباط، برنامجها التربوي لكرة القدم، في مبادرة تروم توظيف الرياضة كأداة للتعليم وبناء شخصية الأطفال والشباب، وذلك بشراكة مع مؤسسة “بلاي ميكر” المغربية المتخصصة في التربية عبر الرياضة.
ويأتي إطلاق هذا البرنامج في سياق الدينامية الوطنية الداعمة للنهوض بالشباب وتشجيع الممارسة الرياضية، انسجاما مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الهادفة إلى تمكين الأجيال الصاعدة وتوسيع قاعدة الممارسين الرياضيين بمختلف الفئات والمجالات.
وتجسد هذه المبادرة التزاما مشتركا بين مؤسسة ريال مدريد و”بلاي ميكر” للنهوض بالتربية الرياضية لدى فئة الشباب، من خلال برنامج يتجاوز البعد التقني لكرة القدم نحو اعتماد “لغة المستديرة” وسيلة لترسيخ قيم المواطنة، والعمل الجماعي، والتعايش، واحترام الآخر.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضح مدير مؤسسة ريال مدريد، خوليو غونزاليز رونكو، أن الهدف من البرنامج لا يتمثل في تكوين لاعبين محترفين بقدر ما يركز على إعداد مواطنين فاعلين، قادرين على اتخاذ القرار، والتعاون، ومساندة الآخرين، وبناء الثقة في الذات. وأبرز أن المؤسسة تعتمد الرياضة بوصفها مدخلا للتعليم وترسيخ مبادئ الاحترام والعمل الجماعي وروح التضامن وبث الأمل.
وأشار رونكو إلى أن اختيار المستفيدين من البرنامج لا يتم على أساس الموهبة الكروية، وإنما بناء على الرغبة في التعلم والتطور والاندماج داخل المجموعة، بما يضمن منح الفرصة لأكبر عدد من الأطفال والشباب للاستفادة من التجربة.
من جهتهما، أكد حمزة المغزاري ومروة الجرايري، مؤسسا “بلاي ميكر”، أن إطلاق البرنامج بالرباط يشكل خطوة أولى ضمن رؤية وطنية واسعة تهدف إلى تعميم هذا النموذج ليشمل مختلف مناطق المملكة، بما يتماشى مع أولويات المغرب في الاستثمار في الشباب والتعليم المهيكل عبر الرياضة.
وأوضحا أن البرنامج يقدم أكثر من مجرد حصص كرة قدم، إذ يوفر بيئة تعليمية حقيقية تتمحور حول تلقين قيم الرياضة والمشاركة والاحترام، إلى جانب مواكبة الأطفال في تطوير شخصياتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وترسيخ حس المسؤولية لديهم داخل المدرسة وخارجها.
أما رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية بالنيابة، بين زيف، فاعتبر أن احتضان المدرسة الأمريكية بالرباط لهذا المشروع يعكس تقاطعا في القيم بين المؤسسة التعليمية ومؤسسة ريال مدريد، مبرزا أن القيم السبع للبرنامج، والمتمثلة في التحفيز، والعمل الجماعي، والاستقلالية، والصحة، والمساواة، والاحترام، وتقدير الذات، ليست مجرد مبادئ رياضية، بل مهارات أساسية لبناء شخصية متكاملة لدى الناشئة.
وسجل أن هذه الشراكة تتجاوز الجانب الرياضي إلى بعد تربوي وقيمي، يهدف إلى تمكين الشباب من فضاء يتيح لهم النمو والتطور كرياضيين وطلبة وأفراد فاعلين في مجتمعاتهم.
يذكر أن البرنامج التربوي لكرة القدم يعد مبادرة سنوية لمؤسسة ريال مدريد، تروم تقديم تجربة تكوين عالية الجودة لفائدة الأطفال والشباب، عبر وضعيات لعب تربوية تشجع على التفاعل، والعمل المشترك، داخل بيئة دامجة تضمن الاستفادة المتكافئة للجميع.
