شهدت أسواق المحروقات بالمملكة المغربية تحولاً بارزاً خلال الساعات القليلة الماضية، حيث سجلت محطات الوقود تراجعاً تاريخياً في سعر الغازوال (الديزل)، ليهبط إلى ما دون عتبة 10 دراهم للتر الواحد. هذا الانخفاض، الذي لم يشهده المغاربة منذ سنوات، أثار موجة من التفاؤل الممزوج بالترقب حول تأثيره المباشر على جيوب المواطنين وكلفة المعيشة.
و يعزو الخبراء هذا التراجع الملحوظ إلى تضافر عاملين أساسيين، تهاوي أسعار النفط عالمياً من خلال التأثر المباشر بتقلبات الأسواق الدولية التي شهدت هبوطاً في أسعار الخام، و استقرار تكاليف الاستيراد ما سمح للشركات الموزعة في المغرب بتمرير هذا الانخفاض إلى شاشات العرض في المحطات.
ويكتسي هذا التراجع أهمية استراتيجية بالنظر إلى أن مادة الغازوال هي العصب المحرك لقطاع النقل والإنتاج في المملكة، والأكثر استهلاكاً من قبل المهنيين والأسر.
و يرى محللون أن كسر حاجز الـ 10 دراهم يتجاوز كونه مجرد “رقم”، بل هو مؤشر نفسي قوي. فبعد سلسلة من الارتفاعات التي أرهقت القدرة الشرائية وساهمت في موجة تضخم شملت المواد الأساسية، يأتي هذا التراجع ليعطي جرعة أمل في إمكانية استعادة التوازن الاقتصادي للأسر المغربية.
و رغم الترحيب الواسع بهذه الخطوة، إلا أن سقف التوقعات يظل مرتفعاً، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة:
خفض أسعار النقل: انعكاس تراجع التكلفة على تسعيرة نقل البضائع والأشخاص.
أن يلمس المواطن أثر هذا الانخفاض في أسواق الخضر والفواكه والمواد التموينية.
الرقابة: ضمان عدم احتفاظ الوسطاء بهامش الربح الناتج عن انخفاض الوقود لأنفسهم.
خلاصة القول: يبقى نزول الغازوال تحت عتبة 10 دراهم “بشرى سارة” للشارع المغربي، لكن الاختبار الحقيقي يكمن في مدى قدرة هذا التراجع على كبح جماح الغلاء وتحسين مستوى المعيشة بشكل فعلي ومستدام.
