كورونا المغرب … إلى أين ؟

كورونا المغرب أخبار وطنية

أكادير24 | Agadir24

كورونا المغرب … إلى أين ؟

تتسلق كورونا في المغرب سلما تصاعديا من حيث أعداد الإصابات والوفيات نتيجة للإصابة بالفيروس، الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة حول مدى قدرة المنظومة الصحية في المغرب على احتمال الثقل الذي يلقي به كورونا على كاهلها.

وفي هذا الصدد، توجس مسؤولون كثر في وزارة الصحة و في الحكومة المغربية عموما من انهيار النظام الصحي في المغرب إن ظلت وتيرة الإصابات على ما هي عليه لشهر إضافي آخر، خاصة مع تسجيل معدلات قياسية بلغت 5000  و6000  حالة في اليوم مطلع شهر نونبر الجاري.

وتنبني توقعات المسؤولين في مجال الصحة على معطيات علمية دقيقة تدلي بها اللجان القائمة على تتبع وتقييم الوضعية الوبائية في بلادنا منذ ظهور أول إصابة بالفيروس في المملكة في 2 من شهر مارس الماضي، و أوردت هذه اللجان في آخر تقاريرها ما مفاده أن عدد الحالات الحرجة والخطيرة التي ترقد حاليا في أقسام الإنعاش بلغت 935  حالة، من بينها 572  حالة تحت التنفس الاصطناعي بنوعيه.

ولعل ما يزيد الطين بلة إلى جانب ارتفاع أعداد الإصابات هو ضعف الرأسمال البشري في المستشفيات المغربية، إذ أن القطاع الصحي يعرف خصاصا كبيرا من حيث عدد الأطقم الطبية وشبه الطبية المشرفة على تتبع و علاج المرضى في أقسام كوفيد- 19، ناهيك عن سقوط1600  إطار طبي وشبه طبي ضحية لهذا الفيروس في عز الأزمة التي يعانيها المغرب حسب ما صرح به وزير الصحة خالد ايت الطالب مؤخرا.

ولا تزال أعداد الوزرات البيضاء في تناقص يوما بعد يوم، إذ نعى خلال الأسابيع القليلة الماضية الأطباء في القطاع الحر عددا من زملائهم الذين توفوا جراء إصابتهم بالفيروس، وذلك في مختلف المدن المغربية، من بينها الدار البيضاء و آسفي وأكادير والفقيه بنصالح، إلى جانب مصارعة  5 أطباء آخرين الفيروس داخل غرف الإنعاش خلال الأسبوع الجاري، سواء داخل المصحات الخاصة أو في المستشفيات العمومية، حسب ما صرح به بدر الدين الدسولي، رئيس النقابة الوطنية لأطباء قطاع الحر، في حديثه مع أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية.

يذكر أن الأطقم الطبية سواء في القطاع الخاص أو العام وجهت نداءات متكررة لوزارة الصحة بشأن توفير وسائل الحماية الضرورية من ألبسة واقية و ما يكفي من المعقمات للأطباء الذين يوجدون في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس كورونا، دون أن تلقى هذه النداءات آذانا صاغية، وكان آخر ما لجأ إليه أطباء القطاع العام هو الاحتجاج أمام المديريات الجهوية لوزارة الصحة بعدد من المدن المغربية في ظل الأزمة التي تعيشها مستشفيات المملكة.

ويخشى المواطنون من أن يصبحوا عرضة لحجر صحي طوعي  دون انتظار قرارات حكومية، وذلك في حال فقدان السيطرة على الوباء لا قدر الله، الأمر الذي سيجعل التجول في الشوارع أو العلاج في المستشفيات أمرا مستحيلا إن هي أصبحت بؤرا لانتقال العدوى.

هذا و يظل الالتزام بالتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد أمرا في غاية الأهمية، وذلك في ظل غياب لقاح ناجع إلى حد اليوم يخلص العالم من شبح كورونا الذي غير معالم الحياة الاقتصادية والاجتماعية و النفسية لساكنة الكرة الأرضية.

سكينة نايت الرايس – أكادير 24

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.