مع انتشار فيديو يظهر رجل أمن يطلب رشوة 100 درهم من سائق مقابل عدم تسجيل مخالفة مرورية، وهو ما أدى إلى توقيف الضابط من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، تعود أهمية كاميرات المراقبة داخل السيارات إلى الواجهة، ودورها البارز في توثيق التجاوزات وحماية الحقوق.
هذا الحدث ليس حالة معزولة، بل يؤكد الحاجة إلى وسائل توثيق ميدانية، وعلى رأسها الكاميرات، خصوصا في الحالات التي لا يكون فيها شهود، أو التي يصعب فيها إثبات الواقعة. ورغم ذلك، لا يزال بعض عناصر الشرطة، دون تعميم، يطلبون من السائقين إطفاء الكاميرات، أو يدعون أنها غير قانونية، وهو ادعاء لا أساس له في القانون المغربي.
ففي الواقع، لا ينص القانون الجنائي المغربي، ولا أي قانون خاص، على منع المواطن من تركيب كاميرا داخل سيارته، بشرط أن تكون الكاميرا:
1-مثبتة في مكان ظاهر وواضح للعيان،
2-وأن يكون من المتوقع أن يدرك الأشخاص أنهم قد يكونون تحت المراقبة،
3-وألا تستخدم الكاميرا لتصوير الأفراد بشكل سري أو بهدف جمع معطيات خاصة بطريقة غير مشروعة.
تسجيلات هذه الكاميرات تستعمل عادة فقط أمام الضابطة القضائية أو المحكمة عند الضرورة، خاصة إذا تضمنت معطيات خاصة مثل أرقام السيارات أو سلوكيات السائقين. لذلك، لا يعتبر التسجيل في حد ذاته مخالفة، ما دام لم ينشر علنا أو يستخدم في غير محله بهدف المساس بالمعطيات الشخصية.
أما الادعاء بأن الكاميرا مخالفة لقانون المركبات، فهو غير دقيق. فالمادة الرابعة من المرسوم المتعلق بتجهيز السيارات بأجهزة إلكترونية للتسلية تتعلق بالشاشات التي تشتت انتباه السائق، ولا تشمل الكاميرات(انظر أول تعليق).
الاستثناء الوحيد الذي قد يعد مخالفة، هو وضع الكاميرا في مكان يعيق الرؤية، مثل تثبيتها أمام المرآة الوسطى. وهذه تعتبر مسألة تتعلق بالسلامة، لا بشرعية الكاميرا.
الأهم من ذلك، أن محكمة النقض المغربية سبق وأكدت على قانونية استعمال الكاميرات داخل السيارات، بشرط ألا تنتهك الحياة الخاصة أو تخالف قوانين حماية المعطيات.
وفيما يتعلق بتصوير رجل الأمن نفسه، فلا يمكنه قانونيا الاعتراض على التصوير، طالما أنه يعمل في فضاء عام وبصفته موظفا عموميا أثناء أداء مهامه. القانون لا يمنع تصوير الموظفين العموميين في الأماكن العامة، ما دام التصوير لا يتضمن تشهيرا أو قذفا أو نشرا غير قانوني.
خلاصة يحق لأي مواطن تثبيت كاميرا داخل سيارته بشكل ظاهر، طالما لا يستخدمها في انتهاك الخصوصية أو التجسس. وليس من حق رجل الأمن أن يطلب منك نزعها أو إطفاءها بدعوى أنها غير قانونية. بل إن الكاميرا، كما برز في هذا الفيديو الأخير، قد تكون الوسيلة الوحيدة لحماية المواطن وكشف التجاوزات.
التعاليق (13)
نعم الرأي و نعم التحليل مادامت الكاميرا توثق حالة التظلم والكيد في مواجهة الشطط في استعمال السلطة.
السلام عليكم من غدي نبدأ راه بلادنا كتشهد فوضى خطيرة في هذ الموضوع الموظفين لكيكونو في الطرق تصور لاعبين قش قاش مع المواطنين الضمير ديالهم مشا مع الفلوس الله يهديهم راه الحياة قصيرة غذا أمام الله اش غدي يبر بهاذ الرشوة والبلاد غادة غادة….والله المستعان
أي عمل سياسي او إداري عمومي يمارسه الموظف كمهمة من مهامه وليس فيه خصوصية الافراد او اسرارهم . يعتبر عملا علنيا سواء كان مع المواطن لوحده او امام الملأ لذلك تصويره او مشاهدته بالعيال أمر عادي مادام يمارس بشكل طبيعي. مثلا. رجل أمن يقوم بفحص بطاقات الركاب بالحافلة. او فحص وثائق سيارة او تسجيل مخالفات او القبض على مجرم …الامر عادي وتصويره امر عادي ويزيد من مصداقيتك. ومن يرفض ذلك بحجة الخصوصية فهو يفتح المجال لخرق القانون في الخفاء .