فوز المغرب على زامبيا يفتح أبواب التأهل مبكرًا ويعيد رسم خريطة المنافسة القارية

أكادير الرياضي

بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

شهدت بطولة كأس إفريقيا للأمم واحدة من أكثر جولات دور المجموعات إثارة على المستوى الحسابي والتنافسي، بعدما جاء فوز المنتخب المغربي على زامبيا ليُعلن رسميًا عن تأهل أربعة منتخبات إلى الدور التالي، قبل أن تخوض مباريات الجولة الثالثة الحاسمة. هذا السيناريو يعكس ليس فقط قوة بعض المنتخبات، بل أيضًا تعقيدات نظام التأهل الذي منح أفضلية واضحة للاستقرار الفني وحسن إدارة المباريات الأولى.

  • المغرب.. فوز يتجاوز ثلاث نقاط

لم يكن انتصار المغرب على زامبيا مجرد خطوة إضافية في مشوار “أسود الأطلس”، بل كان لحظة مفصلية أثرت على شكل البطولة ككل. بهذا الفوز، ضمن المغرب التأهل رسميًا، لكنه في الوقت ذاته فتح الباب أمام حسابات معقدة في مجموعات أخرى، أسفرت عن تأهل منتخبات دون انتظار صافرة الجولة الأخيرة.
المغرب أكد مرة أخرى أنه يدخل البطولة بعقلية المرشح، مع توازن واضح بين الجودة الفردية والانضباط التكتيكي، ما جعله أحد أوائل المنتخبات التي حسمت العبور.

  • تأهل مبكر… ولكن بطعم الحسابات

بفضل نتائج الجولتين الأولى والثانية، ضمنت منتخبات بنين، السودان، بوركينا فاسو، وموزمبيق التأهل رسميًا على الأقل ضمن أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث، مع احتفاظها بحظوظ قوية في انتزاع أحد المركزين الأول أو الثاني في مجموعاتها.
هذا التأهل المبكر يعكس قدرة هذه المنتخبات على استغلال التفاصيل الصغيرة، وجمع النقاط في الوقت المناسب، حتى وإن لم تُحسم صدارة المجموعات بعد.

  • كوكبة الكبار تحسم العبور

إلى جانب هذه الرباعية، انضمت مجموعة من المنتخبات الثقيلة التي حسمت تأهلها بعيدًا عن أي حسابات معقدة، على رأسها:
المغرب، مالي، مصر، جنوب أفريقيا، نيجيريا، السنغال، الكونغو الديمقراطية، الجزائر، كوت ديفوار، والكاميرون.
وجود هذا العدد من “المنتخبات الكبيرة” في الدور المقبل يعزز من مستوى المنافسة، ويؤكد أن البطولة تسير نحو أدوار إقصائية مشتعلة، حيث لا مكان للأخطاء.

  • مقعدان فقط… وصراع النفس الأخير

مع اقتراب إسدال الستار على دور المجموعات، لم يتبق سوى مقعدين اثنين لم يُحسما بعد.
تونس تبدو الأقرب لحسم أحدهما بشكل شبه مؤكد، اعتمادًا على فارق النقاط والأداء العام، فيما تملك أنغولا أفضلية واضحة للظفر بالمقعد الأخير، ما لم تحدث مفاجأة مدوية في الجولة الختامية.

  • قراءة في المشهد العام

ما حدث يؤكد أن البطولة لم تعد تُحسم بالأسماء وحدها، بل بالجاهزية الذهنية وإدارة التفاصيل. فالتأهل المبكر لبعض المنتخبات يمنحها أفضلية نسبية من حيث الراحة البدنية وإمكانية تدوير اللاعبين، لكنه في المقابل يضعها أمام اختبار الحفاظ على النسق التنافسي.
أما الجولة الأخيرة، فرغم أن معظم بطاقات التأهل حُسمت، إلا أنها ستظل حاسمة في تحديد المسارات، وتفادي مواجهة الكبار مبكرًا، وهو ما قد يكون بنفس أهمية التأهل ذاته.
باختصار، فوز المغرب لم يكن مجرد انتصار عابر، بل كان الشرارة التي سرعت إيقاع الحسم، وكشفت مبكرًا عن ملامح بطولة تعد بالكثير في أدوارها القادمة.