تبدأ العشر الأواخر من رمضان من ليلة الحادي والعشرين منه، وتنتهي بخروج رمضان سواء كان تاما (30 يوما)، أو ناقصا (29 يوما)، فإن نقص الشهر كانت تسع ليال فقط.
فضل العشر الأواخر ومكانتها
للعشر الأواخر من شهر رمضان مزايا تفضلها على غيرها من ليالي العام، وذلك أنها الليالي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها بالعبادة، وفيها ليلة القدر التي هي “خير من ألف شهر”.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بعناية واجتهاد كبيرين، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من العبادة والحرص على فعل الخير.
هذا، ويستحب للمسلم أن يحقق في العشر الأواخر مفهوم العبودية لله عز وجل في حياته العامة والخاصة، اقتداء بالرسول الكريم، وأن يركز على تزكية نفسه وإصلاح قلبه والتزود بالخيرات.
أعمال العشر الأواخر من شهر رمضان
يمكن للمسلم أن يقوم في العشر الأواخر من رمضان بمجموعة من أعمال البر والإحسان، وأهمها :
1- تحري ليلة القدر
ليلة القدر هي أعظم ليالي العام لقوله تعالى إنها “خير من ألف شهر” (أي نحو 84 عاما)، ومن عظيم فضل العشر الأواخر من رمضان أن هذه الليلة تحل فيها، فلو قُدّر للمؤمن أن يصادف ليلة القدر متعبدا لله مخلصا له الدين لكانت وحدها خيرا له من عبادة حياته كاملة.
2- الاعتكاف
يعرف الاعتكاف بأنه المكوث في المسجد مع وجود النيّة للعبادة، وهو يُسن في كل وقت، وخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، ليدرك المعتكف ليلة القدر.
ويعتبر الاعتكاف من أجمل العبادات المستحبة في العشر الأواخر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ”.
3- تلاوة القرآن
رمضان هو شهر القرآن والإكثار من قراءته بتدبر وخشوع، فقد قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”.
ولذلك، ينبغي على المسلم استغلال الشهر الفضيل، لا سيما العشر الأواخر منه، في التفرغ لمدارسة القرآن ومذاكرته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل عليه السلام القرآن في كل يوم من أيام رمضان.
4- الإنفاق في سبيل الله
يستحب الإكثار من الصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه خاصة في غير سرف ولا خيلاء ولا مَنّ أو رياء، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كان أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ”.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.