فصل الصيف ينعش موسم الهجرة إلى إسبانيا، ويقظة السلطات العمومية تتصدى لـ “قوارب الموت”

مجتمع

agadir24 – أكادير24

تعرف الشواطئ والسواحل المتوسطية المغربية، في هذه الفترة من السنة، رواجا آخر غير الاصطياف والاستجمام، يتمثل في ارتفاع عمليات العبور بشكل غير نظامي نحو الضفة الأوروبية.

ويمثل فصل الصيف مناسبة لتنامي عمليات الهجرة السرية، خاصة بين المغرب وإسبانيا، حيث ينتعش نشاط الشبكات العاملة في هذا المجال، مستفيدة من تحسن الظروف الجوية والمناخية بالبحر الأبيض المتوسط وسواحل المحيط الأطلسي القريبة من الشمال.

وتستغل الشبكات، التي تنشط في ميدان الهجرة غير النظامية، موسم الاصطياف من أجل تحريض وإغراء الشباب اليافع على ركوب البحر والعبور بطريقة سرية نحو مدينة سبتة المحتلة سباحة، وأحيانا على متن دراجات مائية “جيت سكي”.

وفي مقابل ذلك، تتواصل جهود المغرب ويقظة المصالح الإسبانية لمكافحة أنشطة شبكات الاتجار بالبشر، من خلال تعاون أمني وتنسيق محكم.

وتكثف السلطات العمومية بكل من عمالة المضيق الفنيدق والمناطق المجاورة مجهوداتها الرامية إلى تطويق ظاهرة الهجرة غير النظامية، التي تزداد حدتها تزامنا مع العطلة الصيفية والإقبال السياحي الكثيف على مدن الشمال، والذي يبلغ ذروته خلال شهر غشت.

ويرى باحثون ومتخصصون في قضايا الهجرة أن نسبة كبيرة من المهاجرين من المغرب نحو إسبانيا هم من صغار السن أو لم يصلوا بعد إلى سن الرشد، مشيرين إلى أن محاولات الهجرة في فصل الصيف تتعدى المستويات المعهودة، وهو ما يعكس حجم الهشاشة الاقتصادية للعديد من المغامرين بأرواحهم في “قوارب الموت”.

ويرى ذات الباحثين أن من بين العوامل المؤثرة في هذه الظاهرة قصص النجاح التي غالبا ما تغذي طموح المراهقين، وذلك اقتداء بأقرانهم الذين تمكنوا من عبور البحر الأبيض المتوسط والنجاح في الوصول إلى الضفة المقابلة، مبرزا أن بعض هؤلاء يتمكنون من العودة إلى الوطن “حاملين معهم أوراق الإقامة، مما يثير طموحات الآخرين”.

وخلص هؤلاء إلى أن ظاهرة الهجرة السرية تبقى موسمية في الغالب، إذ تتزايد محاولات العبور مع بداية فصل الصيف، وتعود إلى مستوياتها السابقة بعد انتهاء الموسم، مؤكدين أن هذا المعطى يشير إلى الطبيعة الدورية لهذه التحركات.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً