سجل ميناء مدينة أكادير، بحر الأسبوع المنصرم، حادث غرق مركب للصيد الساحلي كان راسيا داخل الحوض المينائي، بعدما أدى ثقب في هيكله إلى تسرب كميات كثيرة من المياه داخله.
وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر من مندوبية الصيد البحري بأكادير أن الأمر يتعلق بحادث عادي، وأن أرباب المركب الغارق كانوا فقط ينتظرون تشييد قارب جديد لإجلاء القديم من الحوض، عاد إلى الواجهة ملف القوارب والمراكب المهملة والمتوقفة عن العمل، التي ترسو منذ سنوات داخل عدد من الأحواض بموانئ المملكة.
وفي هذا السياق، نبهت مصادر في صفوف مهنيي الصيد البحري إلى أن القوارب والمراكب العاطلة عن العمل أو تلك المهملة من طرف أربابها لسبب من الأسباب تشكل خطرا حقيقيا على الأنشطة اليومية للصيادين، ذلك أن وجودها داخل الأحواض المينائية يعيق حركة الرسو والإبحار ويتسبب في ازدحام داخل هذه الأحواض، ما قد ينتج عنه حوادث اصطدام.
وأوضح هؤلاء أن هذه القوارب تشغل مساحات مهمة داخل أحواض الرسو والإبحار كان من الممكن استغلالها في تسهيل عمليات التفريغ والتحميل، مبرزين أن هذا الوضع ينطوي أيضا على أخطار مهنية وبيئية وعلى هواجس أمنية أيضا.
وأضاف ذات المهنيين أن الوكالة الوطنية للموانئ تصدر بشكل سنوي إشعارا تخبر فيه أرباب هذه القوارب والمراكب بضرورة إخراجها من هذه الأحواض وتحمل مسؤولياتهم في هذا الصدد، إلا أن الأمر ينطوي على عدد من الإشكاليات القانونية.
وسجل الفاعلون المهنيون أن استمرار تواجد هذه المراكب في أحواض الرسو يجعلها في غالب الأحيان تكون ملاذا للجانحين والمشردين، داعين إلى تسريع تنفيذ الأحكام القضائية المرتبطة بعدد منها، أو على الأقل إخراجها من الأحواض وإيداعها في أوراش جافة محروسة في انتظار الحسم في مصيرها.
وفي هذا السياق، أكد إبراهيم الحور، فاعل نقابي في قطاع الصيد البحري، أن القوارب العاطلة أو المهملة تشكل خطورة كبيرة على القوارب الأخرى السليمة المجاورة لها التي ترسو داخل الأحواض المينائية، وقد تتسبب في أضرار لها أو حوادث اصطدام نتيجة سوء الأحوال الجوية.
ونبه الحور إلى أن هذه القوارب تشكل أيضا خطرا بيئيا وصحيا، إذ تتحول مع مرور الوقت وطول مدة الإهمال إلى بؤر لتراكم النفايات والزيوت المتسربة والصدأ، ما يلوث مياه الأحواض المينائية، كما تصبح ملاذا للقوارض والحشرات، وتصدر منها روائح كريهة.
وسجل ذات المتحدث أن تعقيد المساطر، خاصة بالنسبة للقوارب والمراكب التي تكون موضوع نزاعات، يصعب في بعض الأحيان تتبع مالكيها أو تحميلهم مسؤولية إزالتها من الأحواض، داعيا إلى تشييد مستودعات ومحاجز محروسة وبعيدة عن أرصفة الرسو لوضع هذه القوارب بشكل منظم، من أجل تخفيف الضغط على البنية التحتية للموانئ.