توصل علماء ألمانيا، الى معطيات مهمة يجب أن تعرفه عن فيروس كورونا، في في ظل ما يرافق موضوع فيروس كورونا من اللبس و يختلط فيه الحابل بالنابل فتضيع الحقيقة العلمية وسط تداول كمية هائلة من المعلومات غير الدقيقة.
هذا، ونشرت إذاعة صوت ألمانيا ” دويتشه فيله“، موضوعا حول آخر ما توصلت له الأبحاث العلمية وتقييم الخبراء والسلطات الصحية في ألمانيا.
ما مدى خطورة فيروس كورونا؟
وصف معهد روبرت كوخ خطر فيروس كورونا المستجد على صحة الألمان بأنه “معتدل”. وسبب ذلك يعود إلى أن مسار المرض غالباً ما يكون عادياً ولا يتخذ أشكالاً حادة. غير أن الأمر يختلف لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة. في هذه الحالة يمكن للمرض أن يتخذ أشكالاً حرجة قد تؤدي أحياناً للوفات.
ما هي قدرة الفيروس الحقيقية على القتل؟
الواقع أن الباحثين لم يتمكنوا بعد من تقدير دقيق لمدى قدرة الفيروس القاتلة. يفترض معهد روبرت كوخ أن 2 بالمئة من كل مائة مصاب يموتون بسبب الفيروس. في بؤرة الوباء الأولى (إقليم هوبي بالصين) أشارت السلطات الصينية إلى نسبة 2.9 بالمئة، غير أن العديد من الخبراء الألمان يعتبرون هذا الرقم مبالغ فيه. والسبب هو أن الإحصاءات لا تأخذ بعين الاعتبار، في الغالب، الأشخاص المصابين بأعراض ضعيفة أو معدومة. وبالتالي فإن النسبة المتداولة إعلامياً حول الحالات الحرجة التي تؤدي للوفيات مبالغ فيها. ويعتبر عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن أن النسبة الحقيقية تقل عن من 0.7 بالمئة. ومع ذلك، لن تتوفر أرقام موثوقة ونهائية إلا في غضون بضعة أشهر.
ما هي قوة الفيروس الوبائية وما قدرته على الانتشار؟
لفيروس كورونا المستجد قدرة على التكاثر في الجهاز التنفسي العلوي، وهي حقيقة جعلت الباحثين يرفعون درجة قدرته على العدوى والانتشار، عكس ما كانوا يعتقدونه في البداية. ووفقاً لما كشفت عنه الدراسات الحالية، فإن كل مصاب يمكن أن ينقل العدوى أشخاص آخرين بمعدل 2 إلى 4.5 بالمئة. ويرى كريستيان دروستن أن خمسة إلى عشرة بالمائة من الأشخاص الذين هم على اتصال بشخص مصاب، تُنقل لهم العدوى. وبالتالي فإن فيروس كورونا المستجد أكثر عدوى من 10 إلى 20 مرة، مقارنة بفيروس سارس الذي تسبب في حدوث وباء عالمي بين عامي 2002/ 2003.
انتقال العدوى ـ التعريف العلمي لشخص مخالط لمصاب بالعدوى
وفقاً لمعهد روبرت كوخ، فإن أي شخص كان خلال 15 دقيقة على الأقل، متواجداً بقرب شخص مُصاب، يُعتبر شخص مخالط لمصاب بالعدوى. ويعتقد الخبراء أن حوالي 60 بالمئة من مجموع السكان، يمكن أن يصابوا نظرياً، بفيروس كورونا الجديد، وعندها فقط سيكون عدد كافٍ من الناس محصنين ضد الفيروس الجديد. لأنه بمجرد الإصابة به مرة أولى، فلا يمكن عادةً الإصابة به مرة أخرى. 60 بالمئة هي نسبة نظرية ليكون فيها عدد كافٍ من الناس يتمتعون بالحصانة. وآنذاك فقط لن يتمكن الفيروس الجديد من مواصلة الانتشار. ويرى باتريك هينرفيلد محرر الشؤون العلمية في شبكة SWR الإعلامية الألمانية أن سيناريو إصابة 60 بالمائة من مجموع السكان قد يكون واقعياً.
هل يمكن الإصابة بالفيروس مرة ثانية؟
بعد الإصابة بالفيروس للمرة الأولى يمكن لجهاز المناعة أن يتفاعل بسرعة أكبر مع العدوى الثانية ويشكل الأجسام المضادة المناسبة. وبالتالي، فمن الناحية المبدئية، لا يمكن الإصابة بالفيروس مرة ثانية. ولكن إذا تحول الفيروس أكثر من اللازم، فيمكن الإصابة به مرة أخرى. ففيروسات الانفلونزا تتحول وتتغير باستمرار، ولذلك يجب تطوير لقاحات جديدة كل عام.