تنتشر في مدينة أكادير ظاهرة مقلقة تتعلق بعرض مياه الشرب في الشوارع وأمام المحلات التجارية، حيث تتعرض لشمس الصيف الحارقة لساعات طويلة دون أدنى اهتمام من التجار أو الجهات الرقابية.
وتطرح هذه الظاهرة تساؤلات واسعة بشأن سلامة المياه المعبأة، علما أن الشركات التي تنتجها تضع تحذيرات واضحة على عبواتها، تنبه فيها إلى ضرورة حفظ المياه بعيدا عن أشعة الشمس.
ومن الملاحظ أن الكثير المحلات التجارية لا تكترث بإرشادات حفظ المياه المعبأة وتقوم بترويجها في ظروف غير سليمة، وذلك بترك القنينات تحت الشمس لساعات طويلة، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المستهلكين.
ومن المعلوم أن البلاستيك، خاصة الأنواع التي تستخدم في تعبئة المياه، يحتوي على مواد قد تتفاعل مع الحرارة وأشعة الشمس بما ينتج مركبات قد تكون سامة، ما يشكل تهديدا للصحة العامة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال وكبار السن الذين هم الأكثر عرضة لهذه المواد السامة.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تتغير خصائص المياه نفسها بسبب التعرض للحرارة، ما قد يؤدي إلى طعم غير مستساغ أو حتى ظهور بكتيريا أو فطريات نتيجة لتكاثر الكائنات الحية الدقيقة في بيئة رطبة ودافئة.
وتفاعلا مع هذه الظاهرة، انتقد متتبعون غياب الرقابة الصارمة لكيفية عرض وتخزين المياه المعبأة في المحلات التجارية من قبل الجهات الموكول لها هذا الاختصاص، والتي يفترض أن تكون حريصة على تطبيق معايير السلامة في مختلف المنتجات التي تعرض للمستهلكين.
وأكد هؤلاء أنه وبالرغم من النداءات المتكررة والتنبيه لهذه الظاهرة من فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام بمدينة أكادير، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، وهو ما يبرز الحاجة إلى توعية التجار بضرورة الحفاظ على سلامة المنتجات التي يعرضونها، واتخاذ التدابير اللازمة لتخزين المياه المعبأة في أماكن باردة بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة.
وشدد ذات المتتبعين على أن الفحص الدوري والمراقبة الدقيقة من قبل السلطات الصحية في أكادير أمر لا بد منه، حيث يتعين على الجهات المعنية تطبيق العقوبات اللازمة ضد التجار الذين يعرضون صحة المستهلكين للخطر بسبب تخزين المياه بطريقة غير صحية.
وخلص هؤلاء إلى أن معالجة هذا الوضع تتطلب التعاون بين السلطات المحلية ومكاتب حفظ الصحة والتجار والمستهلكين أنفسهم، مؤكدين على أهمية تعزيز ثقافة الوعي الصحي لتفادي المخاطر المرتبطة بتخزين المياه المعبأة تحت أشعة الشمس الحارقة.
التعاليق (0)