ضحايا الزلزال يعودون للاحتجاج في الذكرى الثانية للمأساة، ويطالبون الحكومة بالالتفات لمعاناتهم

غير مصنف

أعلنت التنسيقية الوطنية لضحايا “زلزال الحوز” عن عزمها تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان بالعاصمة الرباط، يوم الإثنين 08 شتنبر المقبل، تزامنا مع الذكرى الثانية للمأساة التي خلفت 2960 قتيلا وتسببت في تدمير واسع للمباني والطرق.

وأفادت التنسيقية في بيان لها أنه وبعد مرور سنتين من وقوع الكارثة، لا تزال مئات الأسر تعيش أوضاعا مأساوية، في حين تواصل السلطات المعنية صم الآذان عن المطالب، وغض الطرف عما شاب تدبير عملية إعادة الإيواء من اختلالات.

وجاء في البيان أن “مئات الأسر لا زالت تعيش داخل خيام بلاستيكية مهترئة، في ظروف قاسية وحاطة بالكرامة الإنسانية، وسط محاولات متكررة لتفكيك هذه الخيام دون توفير بدائل سكنية لائقة”.

ونبه بيان التنسيقية إلى أن الجهات المسؤولة تواصل تقديم أرقام ومعطيات رسمية لا تعكس حقيقة الوضع الميداني، مما يزيد من إحباط الضحايا وإحساسهم بالغبن، كما يفاقم فقدان الثقة بين المتضررين والسلطات.

وفي سياق متصل، انتقدت الهيئة ذاتها حرمان آلاف الأسر من التعويضات المالية المخصصة لإعادة بناء منازلها، في خرق واضح لما جاء في بلاغات الديوان الملكي، وإقصاء ممنهج لملفات مستحقة، مقابل استفادة أعوان السلطة والمقربين منهم بدون موجب حق.

وإلى جانب ذلك، تطرق المصدر نفسه إلى حرمان عشرات الآلاف من الدعم المخصص للهدم الكلي، والاكتفاء بالدعم الجزئي، ما اضطر الأسر إلى الاقتراض والكفاح من أجل استكمال أشغال بناء منازل “مصبوغة من الخارج” دون استكمال التجهيزات الداخلية الضرورية للسكن الكريم.

وفي سياق متصل، استنكر المصدر نفسه تجاهل العشرات من الوقفات الاحتجاجية والمراسلات والملتمسات، والتظلمات والشكايات التي وجهت للجهات المعنية طيلة العامين الماضيين، لافتا إلى تعرض العديد من الأسر للتهجير نحو المدن، بعد حرمانها من التعويضات، ما ضاعف من مآسيها الاجتماعية والاقتصادية.

وأمام هذا الوضع، جددت التنسيقية الوطنية لضحايا “زلزال الحوز” مطالبتها بالتسوية الفورية لملفات الأسر المقصية والمحرومة من التعويضات، وتعميم الدعم على جميع الضحايا الذين فقدوا منازلهم كليا أو جزئيا.

ومن جهة أخرى، دعت التنسيقية إلى فتح تحقيق نزيه ومستقل في الخروقات والتلاعبات التي شابت ملفات التعويض، عبر لجنة مستقلة، فضلا عن توفير سكن لائق للأسر التي لا تزال في الخيام، مع وقف محاولات تفكيكها قبل إيجاد البدائل.

جدير بالذكر أن زلزال 8 شتنبر 2023 الذي بلغت قوته 7.2 درجات على مقياس ريختر شمل 7 أقاليم، هي الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وتارودانت وشيشاوة، حيث قدرت الحكومة عدد المتضررين بحوالي 2.8 مليون نسمة، وبلغ عدد القرى التي طالها الدمار 2939 قرية، كما أن ما لا يقل عن 59 ألفا و674 منزلا انهارت جراء الزلزال، 32% منها انهارت بالكامل.