أعلنت النيابة العليا في إقليم مورسيا بجنوب شرق إسبانيا، عبر نيابة قرطجنة، اليوم الثلاثاء، عن الشروع في إجراء تحقيقات تمهيدية للنظر فيما إذا كانت هناك أسباب كافية لرفع دعوى ضد رئيس حزب “فوكس” اليميني، وذلك بسبب منشورات له على منصات عدة للتواصل الاجتماعي تتعلق بالأحداث الجارية حاليا في بلدة طوري باتشيكو.
ويأتي هذا الإجراء القضائي، وفق ما ورد في بيان صحافي صادر عن النيابة، بعد تلقي شكاوى رسمية من ثلاثة أحزاب سياسية، هي: الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وحزب اليسار الموحد، وحزب بوديموس.
ومن المنتظر أن يتولى مندوب جرائم الكراهية في نيابة قرطجنة تتبع مجريات هذا التحقيق، في خطوة وصفها كثيرون بأنها تصعيد سياسي وقضائي غير مسبوق ضد الخطاب العنصري في إسبانيا.
ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه أعلن فرانسيسكو لوكاس، الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني في منطقة مورسيا، أن حزبه تقدم بشكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام ضد خوسيه أنخيل أنتيلو، الزعيم الإقليمي لحزب “فوكس” اليميني المتطرف، على خلفية تصريحاته الخطيرة.
واعتبر الحزب العمالي أن التصريحات المذكورة هي بمثابة تحريض واضح على الكراهية ضد المهاجرين، وخصوصا أولئك القادمين من شمال إفريقيا، وبينهم مهاجرون مغاربة، كما ربط بينها وبين ما يجري بلدة طوري باتشيكو.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرس المدني أوقف، في وقت متأخر من مساء الاثنين، رجلا متهما بتسيير مجموعة على تطبيق تيليغرام تدعى “اطردوهم الآن”، تنشر دعوات لتنفيذ مطاردات تستهدف المهاجرين في طوري باتشيكو، مع إحالة القضية إلى محكمة التحقيق في سان خافيير.
ويشار أيضا إلى أن الاعتداءات التي تعرض لها المهاجرون المغاربة في منطقة مورسيا من طرف جماعات يمينية متطرفة محلية، انطلقت شرارتها عندما تعرض مسن إسباني لاعتداء على يد أشخاص قيل أنهم من أصول مغربية، وهو ما أدى إلى استغلال هذه الجريمة المعزولة من طرف تيارات سياسية متشددة، وتعميمها على مجمل الجالية المغربية.