شعراء من سوس العالمة يستنكرون جريمة قتل “عدنان ” !!

سوس العالمة كُتّاب وآراء

أكادير24 | Agadir24

شعراء من سوس العالمة يستنكرون جريمة قتل “عدنان ” !!

 اهتز المواطنون بسوس شيبا وشبانا للجريمة الشنعاء التي ذهب ضحيتها الطفل ” عدنان” من طنجة ، وأسالت هذه الواقعة دموع ذوي القلوب الرقيقة دون النظر إلى من حشر أنفه في هذا الموضوع بطريقة سلبية دنيئة إذ الشاد يحفظ ولا يقاس عليه ..

وإلى ذلك تعالت أصوات شعراء سوس العالمة مستنكرة  هذه الجريمة الفظيعة النكراء التي كان ضحيتَها طفل بريئ  (عدنان بوشوف) بعد استدارجه من قبل  وحش بشري وهَتك عرضه، ثم قتله ودفنه مساء يوم الاثنين 18 من المحرم 1442ﻫ / 7 شتنبر 2020م.

 

جريمة وحش ” طنجة ” … !!!

وعلى إثر ذلك نظم شعراء من سوس قصيدة مشتركة كادت أن تكون متكاملة وكأن بين هؤلاء الشعراء  خيطا رابطا  ، حيث ألقى  الشاعر محمد مستقيم البعقيلي جام غضبه على الجاني واصفا إياه بوحش طنجة وذلك في هذه الأبيات المؤثرة قائلا :

يَا وَحْشَ (طَنْجَةَ) مَا أَخْفَيْتَ قَدْ بَانَا

فَفَجَّرَ الْقُطْرَ آلاَماً وَأَحْزَانَا

جَرِيمَةٌ هَزَّتِ الأوْطَانَ فَانْتَفَضَتْ

أَبْنَاؤُهَا كُلُّهُمْ شِيباً وَشُبَّانَا

كُلٌّ يُسَائِلُ فِي سُخْطٍ وَفِي غَضَبٍ:

بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتَ الطِّفْلَ (عَدْنَانَا)؟

بِأيِّ شَرْعٍ وَقَانُونٍ فَجَعْتَ بِمَا

فَعَلْتَ فِي حَيِّهِ أَهْلاً وَجِيرَانَا؟

بِقَتْلِهِ جِئْتَ إِدّاً سَوْفَ يَذْكُرُهُ

سُكَّانُ (طَنْجَةَ) أَحْقَاباً وَأَزْمَانَا

طِفْلٌ عَلَى وجْهِهِ تَبْدُو بَرَاءَتُهُ

مَا رَقَّ مِنْكَ لَهُ قَلْبٌ وَلاَ لاَنَا

جَرَحْتَ فِيهِ صَغِيراً فِي كَرَامَتِهِ

وَقُمْتَ تَخْنُقُهُ جَوْراً وَطُغْيَانَا

فَظَلَّ يَصْرُخُ: يَا أُمَّاهُ يَا أبَتِي

لَقَدْ لَقِيتُ مِن الإيذَاءِ أَلْوَانَا!

حَتَّى غَدَا جُثَّةً فِي الأَرْضِ هَامِدَةً

فَنِلْتَ مِنْ قَتْلِهِ خِزْياً وَخُسْرَانَا

وبُؤْتَ مِنْهُ بِسُخْطِ اللهِ تَحْمِلُهُ

بَيْنَ الْـخَلاَئِقِ دُنْيَانَا وَأُخْرَانَا

فَأَنْتَ شَرُّ الْوَرَى إثْماً وَمَعْصِيَةً

وَأَنْتَ أَكْبَرُهُمْ بَغْياً وَعُدْوَانَا

 

” عدنان” ضحية الذئب البشري …

وأبدع الشاعر التناني امحمد بن علي إيهوم في تشبيه المجرم بالذئب وهذا الأخير دأبه الغدر والاعتداء الشرس ، وواصل الشاعر إيهوم استنكاره لهذه الجريمة وكأن لسان حاله يقول إن المجتمع سيلفظ  حتما هذا المجرم الذي لا خلق له ولا تدين ..قائلا :

 

أَرَاكَ ذِئْباً مُـخِيفاً اعْتَدَى فَغَدَا

مِن الْوُحُوشِ، وَمَا أَرَاك إِنْسَانَا

أَشُكُّ هَلْ تَنْتَمِي حَقّاً لِـمُجْتَمَعٍ

يَرَى التَّدَيُّنَ وَالأَخْلاَقَ عُنْوَانَا

بِمَا صَنَعْتَ بِـ(عَدْنَانَ) الْبَريءِ لَقَدْ

فَجَّرْتَ مِنْ غَضَبِي بَحْراً وَبُرْكَانَا

أَتَيْتَ أَمْراً فَظِيعاً قَدْ غَوَيْتَ بِه

فَكُنْتَ فِي صُورَةِ الإنْسَانِ شَيْطَانَا

جَرِيمَةٌ زَعْزَعَتْ كُلَّ الْبِلاَدِ بِهَا

أَصْبَحْتَ بَيْنَ الْوَرَى يَا وَحْشُ خَوَّانَا

وَفِي الْـمَمَاتِ إذَا مَا لَمْ تَتُبْ سَتَرَى

مِن الْعَذَابِ جَزَاءَ الْقَتْلِ أَلْوَانَا

 

ووعد الشاعرالطيب شطاب الميلكي المجرم بما ينتظره من عذاب يوم الحشر مشيرا إلى أن الجاني سيجر خلفه سلاسل من الجمر جراء ما اقترف ، وبالمقابل سينعم الطفل عدنان / البريئ في جنان الخلد ..قائلا :

فَكَمْ قَسَوْتَ وَرُمْتَ الْغُنْمَ أجْمَعَهُ

فَانْظُرْ عَسَاكَ لِيَوْمِ الْـحَشْرِ أَعْوَانَا

تُكْسَى السَّلاَسِلَ مِنْ جَمْرٍ تُـجَرُّ بِهَا

إلَى الْـجَحِيمِ؛ فَمَا أَقْسَاهُ خُسْرَانَا

فَاعْجَبْ لِمَنْ يَرْتَجِي لِلْجُرْمِ مَرْحَمَةً

لِكُلِّ بَاغٍ عَدَا سِرّاً وَإِعْلاَنَا

إِنَّ الْكَرَامَةَ ضَوْءٌ أَنْتَ مُطْفِئُهُ

فَاهْجُرْ حِمَى الرُّحَمَا ذِكْراً وَعِرْفَانَا

نَفْسٌ كَذِي هُتِكَتْ وَالْكُلُّ يَثْأَرُهَا

أودِعْتَ قَاتِلَهَا سِجْناً وَأشْطَانَا

أَبْكِيكَ يَا وَلَدِي سِحْرَ الْقُلُوبِ غَدَا

نَجْمَ الشَّمَالِ كَسَوْتَ الْعِطْرَ رَيْحَانَا

عُمْراً تُصَاحِبُهُ شَمْسُ الْـجِنَانِ ربَا

فِي جَنَّةٍ خِلْتَهَا –عَدْنَانُ- رِضْوَانَا

 

حرمة الانسان خط أحمر … !!!

واستنكر الشاعربوعدي جامع الوجاني ما أقدم عليه هذا المجرم من هتك حرمة الطفل كإنسان خلقه الله تعالى وكرمه ، وويل لهذا الجاني عندما يلقى ربه يوم الحساب فيقتص منه جزاء لعمله الشنيع في الدنيا ، وأهم ما ميز هذه الأبيات الشعرية كونها تلقي اللوم على الجاني بصيغ التساؤل وكأن الشاعر يخاطبه وجها لوجه ، ونترك المتلقي لتتبع هذا الجزء الرائع أولا بأول من القصيدة المشتركة :

أَلَسْتَ تَدْرِي بِأنَّ اللهَ خَالِقُنَا

لِكَيْ نَعِيشَ أَخِلاَّءً وَإِخْوَانَا؟

أَلَسْتَ تَدْرِي بِأنَّ الطِّفْلَ كَانَ لَهُ

كَغَيْرِهِ حُرْمَةٌ إذْ كَانَ إنْسَانَا؟

مَا ذَا تَقُولُ إذَا مَا جِئْتَ مُنْفَرِداً

يَوْمَ الْـحِسَابِ وَكَانَ اللهُ غَضْبَانَا؟

هُنَاكَ تُسْأَلُ عَنْ أَدْنَى مُخَالَفَةٍ

فَكَيْفَ –وَيْحَكَ- إنْ وَاجَهْتَ (عَدْنَانَا)؟

مُضَرَّجاً فِي الدِّمَا يَشْكُو لِخَالِقِهِ

يَقُولُ: ذَا قَاتِلِي أَدْخِلْهُ نِيرَانَا

خَلَّفْتُ لِلأَصْلِ وَالْفَرْعِ وَحَاشِيَتِي

وَالْـمُسْلِمِينَ وَلِلأَحْبَابِ أشْجَانَا

غَادَرْتُ دَارَ الْفَنَا لاَ وِزْرَ يَلْحَقُنِي

وَجَاءَ يَحْمِلُ ذَنْبَ الْقَتْلِ عُدْوَانَا

 

و في سياق متصل يوجه الشاعرأبو الوفاء أحمد يحيى التجاجتي خطابه المباشر للجاني واصفا إياه بقساوة القلب وبالعدوانية وبالفجور وأن الله تعالى سيقتص منه …قائلا :

يَا مَنْ قَسَا قَلْبُهُ ظُلْماً وَعُدْوَانَا

مَصِيرُكَ الْخِزْيُ إِذْ قَتَلْتَ (عَدْنَانَا)

ظَلَمْتَهُ وَالِغاً فِي الدَّمِ مِنْ حَنَقٍ

يَا أَفْجَرَ الْـخَلْقِ آثَاماً وَخُسْرَانَا

لاَ زِلْتَ فِي كَبَدٍ يُؤْذِيكَ مَنْظَرُهُ

طُولَ الزَّمَانِ فَقَدْ حَالَفْتَ شَيْطَانَا

قَتَلْتَهُ دُونَمَا جُرْمٍ أَلَـمَّ بِهِ

فَسَوْفَ تَنْدَمُ أَحْقَاباً وَأَزْمَانَا

خَلَّفْتَ بَعْدَكَ يَا (عَدْنَانُ) كُلَّ أَسىً

جَاوَزَ وَقْعُهُ إِخْوَاناً وَجِيرَانَا

يَا وَحْشَ (طَنْجَةَ) هَذَا الْـجُرْمُ مِنْكَ أَذىً

يُزْجِي إِلَيْكَ عَذَابَ اللهِ أَلْوَانَا

فَقَدْ أَتَيْتَ شَنِيعاً سَاءَ مَنْظَرُهُ

وَفُحْشُهُ قَدْ بَدَا سِرّاً وَإِعْلاَنَا

عبدالله العـسري

التعاليق (0)

اترك تعليقاً