شروط ترويسا

إخوان إعشقان ثقافية

أكادير24 | Agadir24

 

يكاد يجمع الفنانون  والمهتمون  بفن ترويسا على ان ولوج هذا الميدان يمر بالضرورة على محطات اساسية لابد لكل من ينوي ان يصبح (رايسا)  التدرج  في هذه العتبات حتى  يصقل  الموهبة ويبني شخصيته الفنية وتسليحها بكل ما يحميها ويقويها للذهاب بعيدا في درب محفوف  بالمكائد .. وهذه العتبات هي :

*التلمذة  اي ملازمة من له باع وتجربة في هذا الميدان حتي يتمكن من الأخذ عنه مباىء الميدان وأساسياته ،ومنذ القدم لجأ العديد من الفتيان الى ملازمة شيوخ المهنة رغبة في التمكن من اسرار المهنة وغالبا ما يبدأ التلميذ بأعمال السخرة (غسل الملابس، حمل الالات الى ميدان اللعب،..

وثاني العتبات الحضور مع المجموعة في الحلقة للتدريب على مواجهة الجماهير وغالبا ما يسند للتلميذ دور الكومبارس كترديد اللازمة او النقر على النقيسات (الالات ايقاعية توضع على الاصابع لضبط الايقاع)

*التجوال اي السفر في رحلة موسيقية مع الشيخ ومعاونيه ليجوب البوادي والاسواق في السهول والجبال وتعد هذه الخطوة مهمة في مسار مشروع  الفنان اذ يكتشف ويتعرف على عادات  وتقاليد القبائل ومن شأن ذلك أن  يساعد الفنان في اكتساب المزيد من المعطيات الفنية ذات الصلة بكل قبيلة

وبعد هذه المحطات ستأتي مرحلة اخرى- بعد أن تمكن التلميذ من الة موسيقية معينة – وهي المشاركة رفقة الشيخ ،وباقي افراد الفرقة، في احياء الحفلات( الاعراس،الاعياد الوطنية )وخلال هذه المرحلة غالبا ما تسند له أدوار في أداء بعض الاغاني .

تلك اذن هي شروط ولوج عالم ترويسا من ابوابها الواسعة ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو هل هذة الخطوات لاتزال صالحة لولوج ترويسا في زمن التكنلوجيا والمتغيرات الكبرى في نمط العيش واساليب الحياة ؟ وبعبارة اخرى هل من الضروري ان يتم العبور الى ترويسا قطعا لتلك المسافة في زمن التطور العلمي وظهور شباب متعلم واع يرغب في ان يصبح فنانا في مضمار ترويسا ؟

اعتقد ان التغيير الذي مس بنية المجتمع المغربي لم تعد تسمح لتلميذ ترويسا ان يسلك مسلك السالفين بل اصبح الطريق قصيرا واهون من ذي قبل ، اذ يكفي ان تكون الموهبة وتصقل علميا من خلال تعلم العزف  على الالة في المعاهد وربط جسور التواصل مع الشعراء بعد التدريب على الاداء تقليدا لنماذج سابقة .  وبعبارة أخرى أصبح الآن من السهل ولوج ميدان ترويسا والبزوغ فيه شريطة الاجتهاد المسلح بالعلم .

***بقلم : ذ محمد ايت بن علي***

التعاليق (0)

اترك تعليقاً