شهدت جماعة أقا بإقليم طاطا حادثا مؤلما خلال الأيام الأخيرة، بعدما توفي مساعد سائق حافلة يشتغل بشركة لتوزيع المشروبات الغازية، نتيجة مضاعفات صحية ناجمة عن تعرضه المباشر والطويل لأشعة الشمس الحارقة التي عرفتها المنطقة في ظل موجة الحرارة الاستثنائية التي تضرب الجنوب المغربي.
وأفادت مصادر محلية بأن الراحل كان يزاول مهامه تحت درجات حرارة مرتفعة جدا دون توفر الحد الأدنى من وسائل الحماية أو التهوية، حيث اضطر إلى التنقل بين المحلات التجارية في ساعات الذروة تحت أشعة الشمس القوية، مما تسبب له في إرهاق شديد تلاه انهيار صحي مفاجئ، فارق على إثره الحياة.
وقد خلف الحادث صدمة وحزنا عميقين في صفوف زملاء الراحل الذين عبروا عن تأثرهم الشديد لوفاته المفجعة، كما عمت حالة من الحزن والأسى أوساط أسرته الصغيرة وسكان المنطقة الذين اعتادوا التعامل اليومي معه، حيث عرف بسلوكه الطيب واجتهاده في عمله.
وفي ظل تكرار هذه الحوادث المؤلمة خلال فصل الصيف، طالب عدد من المواطنين والمهنيين الجهات المعنية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين ظروف اشتغال العمال، خصوصا في المناطق الجنوبية المعروفة بدرجات حرارتها المرتفعة.
وأكدت الدعوات على أهمية تخفيف ساعات العمل أو إعادة برمجتها لتفادي أوقات الذروة، وتوفير وسائل حماية مثل القبعات والسترات المبردة والمياه الباردة.
ومن جهتها، شددت أصوات محلية على ضرورة تدخل الجهات المعنية لمراقبة مدى احترام أرباب العمل لشروط الصحة والسلامة، خصوصا خلال فصل الصيف، والعمل على فرض تدابير احترازية تضمن حياة المستخدمين وسلامتهم الجسدية والنفسية أثناء تأدية مهامهم.
وتسلط هذه الحادثة الضوء مجددا على معاناة الطبقة العاملة التي تواجه ظروفا قاسية في غياب أنظمة حماية فعالة تواكب التحولات المناخية التي أصبحت تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد، وسط تساؤلات حول مدى جاهزية مؤسسات التشغيل للاستجابة للتغيرات البيئية المتطرفة التي تشهدها بعض مناطق المملكة.
التعاليق (0)