سوس ماسة : هدم معلمة تاريخية بتزنيت يثير غضب الساكنة، والمجلس الجماعي “لا علم له بالموضوع”

كردوس أكادير والجهات

أكادير24 | Agadir24

 

أثار قرار هدم موقع كردوس، الواقع بجماعة إداكوكمار بإقليم تيزنيت، غضب الساكنة المحلية التي تعتبره واحدا من أهم المعالم التاريخية لجهة سوس ماسة.

وطالبت الساكنة بتدخل الجهات الوصية من أجل حماية موقع كردوس، مركز مقاومة المحتل الفرنسي في معركة ويجان المعروفة، والمحكمة العرفية التي اشتغلت منذ بدايات القرن التاسع عشر.

ومن جهتها أعربت هيئات المجتمع المدني بالإقليم عن رفضها عملية الهدم التي تطال الموقع من أجل تشييد متحف جديد يخص إرث المقاوم أحمد الهيبة، على حساب مقاوم آخر هو عدي وحماد، منادين بضرورة صيانة إرث الطرفين، وإيلاء موقع كردوس العناية اللازمة.

وتعليقا على هذا الموضوع، أوضح المجلس الجماعي لإداكوكمار أنه “لا دخل له في أشغال الهدم المذكورة”، مؤكدا أن “لا علم له بالموضوع إلا بعد نشر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وشدد المجلس في بيان رسمي على أن “الجماعة الترابية لإداكوكمار لم تقم بإصدار أي ترخيص بالهدم كما يتم الترويج له، كما أنها لم تتوصل بأي طلب في الموضوع”.

وأوضحت الجماعة أن “الآليات المستعملة في الهدم تعتبر ملكاً للخواص”، مشيرة إلى أن “البناية التي يتم هدمها تعود ملكيتها لورثة وحفدة الشيخ ماء العينين وأحمد الهيبة، الذين يتوفرون على ما يثبت تملكم للبناية المذكورة”.

وأضافت الجماعة أنها “لا تجمعها أي اتفاقية شراكة مع أي جهة كيفما كانت حول هدم البناية المذكورة”، مسجلة أنها “قامت باتخاذ مقرر في آخر دورة استثنائية للمجلس من أجل رفع ملتمس لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- من أجل إصلاح وترميم وتأهيل المآثر التاريخية، وليس من أجل هدمها وتخريبها”.

وفي مقابل ذلك، أعرب عدد من الباحثين في الآثار والتاريخ عن أسفهم إزاء عملية الهدم التي طالت موقع كردوس، والتي يبدو أن الجماعة لا تملك حق التدخل من أجل وقفها.

في هذا السياق، قال الباحث في التاريخ، الحسين الطاهري، أن “موقع كردوس يحظى بمكانة استراتيجية هامة، كونه مهد انطلاق المقاومة بالجنوب المغربي”.

وأعرب ذات المتحدث عن أسفه إزاء تحول هذا الفضاء التاريخي إلى أطلال، كما ندد بسقوط منزل أمغار عدي وحماد، “المقاوم الكبير في المنطقة”.

وأضاف الطاهري أن الموقع ضم أولى المحاكم العرفية في المنطقة، “لكن مع الأسف سيتحول إلى متحف يخص إرث الشيخ أحمد الهيبة”، مرحبا بالفكرة، “لكن ليس في موقع كردوس التاريخي”.

وأوضح الباحث في التاريخ أن “المخطوطات تبرز عمل المحكمة العرفية منذ بدايات القرن التاسع عشر، كما أن عدي وحماد أسبق تاريخيا بالمقاومة”، متأسفا لـ”غياب أي حوار مع المهتمين أو من يسمع نداءاتهم من أجل الحفاظ على إحدى أهم معالم جهة سوس ماسة”.

وطالب الطاهري ب”ضرورة وقف عملية الهدم وفتح الباب أمام الباحثين والمؤرخين من أجل التنقيب في المنطقة الزاخرة بالأحداث التاريخية، فضلا عن الانفتاح على الحفريات والأركيولوجيا من أجل سبر أغوار تاريخ المنطقة”.

واعتبر ذات المتحدث أن “في هدم موقع كردوس اعتداء على الذاكرة الرمزية والتاريخية للسكان والجهة”، وهو ما يستدعي تدخل وزارة الثقافة من أجل صيانة الموقع والحفاظ على تفاصيله بعدما طاله الإهمال لسنوات وطاله الهدم الآن.

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.