تفقد السدود الواقعة بحوض سوس ماسة 173 مليون متر مكعب سنويا بسبب ظاهرة التوحل والتغيرات المناخية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.
وحسب معطيات صادرة عن وزارة التجهيز والماء، فإن حجم المياه بالسدود الكبرى والمتوسطة على مستوى حوض سوس ماسة يصل إلى 729 مليون متر مكعب، وذلك في 8 سدود قائمة، ضمنها سد واحد تم إنجازه حديثا.
وأوضحت منصة “الما ديالنا” التابعة للوزارة أن معدل توحل السدود على مستوى حوض سوس ماسة يبلغ 5.4 ملايين متر مكعب في السنة، وهي وتيرة جد مرتفعة، ستجعل 3 منشآت خارج الخدمة في أفق عام 2050، فيما سيتم فقدان 23 بالمائة من القدرة الاستيعابية للسدود في أفق السنة ذاتها.
ووفقا لذات المصدر، فإن الدراسات التي تم القيام بها كشفت أن القدرة الاستيعابية للسدود الموجودة حاليا ستنخفض من 729 مليون م3 إلى 556 مليون متر مكعب بحلول سنة 2050، بسبب التغيرات المناخية وظاهرة التوحل.
ويأتي هذا في الوقت الذي تعاني فيه سدود الجهة من إجهاد مائي وتراجع كبير في حقيناتها بسبب توالي سنوات الجفاف، في حين تحاول وزارة التجهيز والماء مواجهة هذا الوضع من خلال برمجة إنجاز سدود كبرى جديدة بالمنطقة، علاوة على تعلية سد المختار السوسي.
وتجدر الإشارة إلى أن توحل السدود يعد من بين الإكراهات التي تواجه تدبير الموارد المائية ببلادنا، وهو نتيجة طبيعية لترسب الأوحال في حقينات السدود، ما يؤدي إلى ضياع كميات مهمة من الموارد المائية المخزنة.
وكان وزير التجهيز والماء نزار بركة قد نبه إلى أن ظاهرة توحل السدود باتت إشكالية حقيقية تفاقم من أزمة الماء التي تعيشها المملكة، مشيرا إلى أن الوزارة تحاول مواجهتها والحد منها عبر عدة إجراءات.
وكشف الوزير أن هناك مخططا يهدف إلى تقليص ظاهرة التوحل في السدود، حيث تم الشروع في تعلية عدد من المنشآت المائية للرفع من حقينتها، كما يتم حاليا تصميم وبناء عدة سدود بطريقة تمكنها من تحمل أزيد من 50 سنة على الأقل من التوحل.
التعاليق (0)