سور تارودانت: ترميم وإعادة إحياء لجوهرة تاريخية عريقة

سور تارودانت: ترميم وإعادة إحياء لجوهرة تاريخية عريقة أكادير والجهات

يُعد سور مدينة تارودانت، بأجزائه التي يمتد عمرها لأكثر من ألف عام، تحفة معمارية فريدة وشاهدًا على تاريخ المدينة العريق. لكن هذه المعلمة التاريخية، التي تعد أقدم وأهم الأسوار في المغرب، تعرضت على مرّ السنين لترميمات عشوائية أثرت على معالمها الأصلية، ما جعلها في حاجة ماسة إلى تدخل متخصص لإعادة إحيائها وحمايتها.

وفي خطوة تاريخية، انطلقت مؤخرًا أشغال الترميم الشامل لسور تارودانت، ضمن برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز. هذا المشروع، الذي تتولى تنفيذه وكالة تنمية الأطلس الكبير، يهدف إلى استعادة رونق السور التاريخي، وخصوصًا الأجزاء المتضررة مثل أبواب الخميس وبونونة والزركان.

تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 40 مليون درهم، وقد أُثيرت تساؤلات حول كفايتها مقارنة بمشاريع أخرى مثل ترميم قصبة أكادير أوفلا. لكن الأمل يبقى معقودًا على أن تلتزم عملية الترميم بأعلى المعايير التقنية، لضمان الحفاظ على الأصالة التاريخية للسور، وإعادة إبراز قيمته الثقافية.

يُعد هذا الترميم خطوة أولى وحاسمة نحو هدف أكبر: تسجيل سور تارودانت تراثًا عالميًا في قائمة اليونسكو. هذا العمل الطموح يتطلب تضافر جهود الجميع، من جماعة تارودانت وجهة سوس ماسة إلى وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لضمان أن تحصل هذه المعلمة على الاعتراف الذي تستحقه كجزء من التراث الإنساني المشترك.