قال سفير باكستان بالرباط، سيد عادل جيلاني، إن موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية ثابت في جوهره ويميل إيجاباً إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي، موضحاً أن الامتناع عن التصويت داخل مجلس الأمن لا يُفهم كاعتراض، بل كخيار دبلوماسي يحفظ الحياد ويبعث إشارة دعم غير مباشرة للمقاربة التي يقترحها المغرب.
وأبرز أن قرار المجلس رقم 2797 الصادر في 31 أكتوبر 2025، الذي وضع مبادرة 2007 كأساس أوّلي وحيد للتفاوض، مثّل منعطفاً مهماً في مسار الملف.
وأوضح جيلاني، في حوار مع موقع “مغرب وورلد نيوز”، أن التصويت لصالح القرار كان سيخلق التباسات مرتبطة بحساسيات إقليمية لبلدان تواجه نزاعات مشابهة، لذلك فضّلت باكستان، كما فعلت روسيا والصين، الامتناع بما ينسجم مع مبدأ اتّساق المواقف.
وشدد على أن قراءة بلاده للمشهد تستند إلى احترام وحدة أراضي المملكة ضمن المرجعيات الأممية، وإلى قناعة بأن مقترح الحكم الذاتي يقدّم صيغة عملية وقابلة للتطبيق لإنهاء النزاع.
وأشار السفير إلى أن الصحراء ارتبطت تاريخياً بالمغرب لقرون طويلة، وأن التعقيدات الراهنة تعود إلى تركة الاستعمار وما خلّفته من تصدعات وروايات انفصالية.
ولفت إلى أن العلاقات المغربية-الباكستانية شهدت خلال شتنبر وأكتوبر الماضيين تنسيقاً سياسياً لافتاً بين ناصر بوريطة وإسحاق دار، شمل اتصالاً هاتفياً بتاريخ 20 أكتوبر، ما يعكس تقارباً في القراءات وحرصاً على التشاور المنتظم. وذكّر بالدور الذي اضطلعت به باكستان سنة 1952 داخل الأمم المتحدة دعماً لاستقلال المغرب، معتبراً أن رسائل الرباط وإسلام آباد اليوم تلتقي على أولوية الاستقرار ووحدة التراب، وأن تنامي التعاطف الدولي مع خيار الحكم الذاتي يرسّخ موقعه كحل واقعي ومتدرّج يحظى بقبول أوسع حتى لدى الدول التي تختار لغة الامتناع.
