سرقة “الأشباح” في أكادير: زفاف فاخر يتحول إلى لغز بوليسي محيّر

telechargement 1 مجتمع

agadir24 – أكادير24

في ليلة خريفية دافئة، تحديدًا مساء السبت 31 مايو، بينما كانت أنغام الموسيقى تملأ أرجاء فندق فاخر بمدينة أكادير احتفالًا بزفاف عائلي باذخ، كانت يد خفية تحيك واحدة من أكثر الجرائم جرأة وغموضًا. استهدف اللصوص ضيوف الحفل، معظمهم من يهود مغاربة قدموا من مختلف أنحاء العالم لمشاركة لحظة فرح، لكنهم تفاجأوا بكابوس أنساهم بهجة تلك الليلة.

مع انتهاء السهرة وعودة المدعوين إلى غرفهم الفخمة، كان في انتظارهم مشهد صادم: خزاناتهم الحديدية المؤمنة قد فُتحت، ومحتوياتها الثمينة اختفت دون أثر. أموال نقدية طائلة، مجوهرات مرصعة بالألماس، وساعات من أفخر العلامات العالمية، كلها سُرقت من خزائن يُفترض أنها لا تُفتح إلا بـ”كود” سري لا يعرفه سوى الزبون.

جريمة بلا أثر: كيف اختفت الممتلكات الثمينة؟

ما يجعل هذه الجريمة أكثر إثارة للحيرة هو غياب أي دليل مادي تقليدي على اقتحام. لم يُكسر قفل، لم يُرصد دخول غريب، ولم تُسجّل أي ضوضاء تُنبئ بالجريمة. الجدران صمتت، والكاميرات لم تُفصح عن الكثير، مما جعل الأمر يبدو وكأنه مستوحى من حبكات روايات الجريمة التي اعتادت “أجاثا كريستي” نسجها، لكن هذه المرة، كان الواقع أكثر غرابة من الخيال.

انطلقت التحقيقات بسرعة. الشرطة القضائية، يرافقها فريق من الشرطة العلمية، حلّت بالفندق في وقت متأخر من ليلة السبت-الأحد، وبدأت بفحص كل زاوية، ورفع البصمات، وتحليل البيانات الرقمية المرتبطة بالخزانات. غير أن ما أثار الشكوك هو أن السرقة وقعت دون كسر أو خلع، ما يعزز احتمال التورط الداخلي، وفق مصادر مقربة من التحقيق.

شكوك حول “مفتاح” داخلي ولغز الساعة العائلية

باتت فرضية أن يكون أحد أفراد طاقم الفندق، ممن يملكون معرفة دقيقة بتفاصيل نظام الأمان، قد استغل ثغرة ما، في صلب التحقيق. هذا الاحتمال تعزز بعد أن أفاد أحد الضحايا أن الخزانة كانت تحتوي على ساعة عائلية نادرة، لا تقدر بثمن، اختفت كما لو أنها تبخرت.

كشفت مصادر مطلعة أن المحققين تمكنوا من جمع “معطيات مهمة” قد تغيّر مسار القضية خلال الأيام القادمة، دون تقديم تفاصيل إضافية. أما إدارة الفندق، فاختارت الصمت والتكتّم، حرصًا على صورة المؤسسة، وقلقًا من انعكاسات القضية على سمعة أكادير كوجهة سياحية آمنة.

الضيوف، الذين لم يعتادوا على أن تكون نهايات حفلات الزفاف بهذه النبرة البوليسية، غادر بعضهم الفندق في اليوم التالي، بينما قرّر آخرون البقاء على أمل استعادة ممتلكاتهم، أو على الأقل معرفة من كان “اللص الذي حضر الزفاف دون دعوة”.

القضية الآن بين أيدي المحققين، والخيوط تتشابك. من يملك المفتاح السري لفتح خزانة الحقيقة؟ المجهودات تُبذل من المصالح الأمنية لفك هذا اللغز، الذي ليس الأول من نوعه، بل سبقته سرقات أخرى تمكنت مصالح الأمن من فكها وتقديم الجناة للعدالة. فهل يتم الكشف عن لغز سرقة “الأشباح” هذه المرة أيضًا؟

التعاليق (0)

اترك تعليقاً