تُغير وحدة “ماخ” قواعد اللعبة في سباقات التسلح الحديثة والطيران فائق السرعة، حيث أصبحت مرادفًا للقوة والدقة التكنولوجية.
هذه الوحدة، التي قد تسمع بها كثيرًا في الأخبار المتعلقة بالصواريخ الفرط صوتية أو المقاتلات المتطورة، ليست مجرد رقم، بل تعبير عن كم مرة تتجاوز سرعة الجسم سرعة الصوت في الهواء.
ما المقصود بـ “ماخ”؟
وحدة ماخ (Mach) تُستخدم لقياس السرعة نسبةً إلى سرعة الصوت.
بمعنى آخر:
- ماخ 1 = سرعة الصوت (تقريبًا 1235 كلم/ساعة عند مستوى سطح البحر)
- ماخ 2 = ضعف سرعة الصوت
- وهكذا…
وقد سُميت باسم الفيزيائي والفيلسوف النمساوي إرنست ماخ، الذي ساهم في دراسة الحركة والصوت والديناميكا الهوائية.
سرعة الصوت… متغيرة!
سرعة الصوت لا تكون ثابتة، بل تختلف حسب:
- درجة الحرارة
- الضغط الجوي
- كثافة الهواء
فعند مستوى سطح البحر ودرجة حرارة 20° مئوية، تبلغ سرعة الصوت نحو 343 متر/ثانية أو 1235 كلم/ساعة. أما في طبقات الجو العليا، حيث تكون درجة الحرارة أقل، فتكون السرعة أقل أيضًا.
ماخ والصواريخ الفرط صوتية
أصبحنا نسمع كثيرًا عن صواريخ “فرط صوتية”، أي التي تتجاوز ماخ 5، أي أكثر من 6000 كلم/ساعة.
وتُعد هذه الصواريخ من أخطر الأسلحة الحديثة لأنها:
- أسرع من أن يتم اعتراضها بسهولة
- تضرب أهدافها بدقة متناهية
- تغير ميزان القوى العسكرية عالميًا
كيف تصنف السرعات الجوية؟
إليك التصنيفات الأساسية بناءً على وحدة ماخ:
السرعة | النطاق (بـ ماخ) | التسمية |
---|---|---|
دون صوتية | أقل من 0.8 ماخ | Subsonic |
قريبة من الصوت | 0.8 – 1.2 ماخ | Transonic |
فوق صوتية | 1.2 – 5 ماخ | Supersonic |
فرط صوتية | أكثر من 5 ماخ | Hypersonic |
أصبحت وحدة ماخ أداة استراتيجية حاسمة في تحديد كفاءة الطائرات والصواريخ. ولم يعد الأمر مجرد تفوق في السرعة، بل تفوق في الردع، والهيمنة، والتكنولوجيا.
في زمن تتسابق فيه القوى العظمى على تطوير قدراتها الجوية والنووية، تظل ماخ الرقم الذي يُحدد من يتفوق… ومن يتراجع.
التعاليق (0)