أكادير24
رزئ الجسم الصحافي المغربي والعربي بفقدان عميد وقيدوم وهرم الصحافة المغربية بدون منازع مولاي مصطفى العلوي ,الذي أبلى البلاء الحسن في الدفاع عن كل من أغلقت الأبواب في وجه نيل حقوقه ففتح صفحات الجرائد التي أسسها رحمه الله(أخبار الدنيا-الكواليس-الأسبوع الصحفي-الأسبوع) ملجأ لكل مظلوم يرفع من خلالها شكواه للمسؤولين .
فأسعد بذلك الكثيرمنهم بعد حصولهم على حقوقهم دون أن ينتظر تعويضا من أحد سوى دعوات هؤلاء, ولا ننس كذلك ما ساهم فيه المرحوم عبر تلك الجرائد التي نبهت مواضيعها المسؤولين الى هشاشة البنى التحتية هنا وهناك من المناطق , فتم بعدها تزويدها بما تحتاجه من مؤسسات تعليمية ومستشفيات وطرق ومرافق أخرى نالت رضى المواطنين, دون أن ننسى ما ساهمت فيه جرائد الفقيد من وقف شطط وتجاوزات مسؤولين ضد مواطنين فكانت صفحاتها وسيلة لفضحهم ومنع استقوائهم على الضعفاء.
خصوصا أن الفقيد كان معروفا بعزة نفسه وشجاعة مواقفه دون محاباة لأحد,و دون أن يمنعه ذلك من الالتزام بثوابت البلاد ومقدساتها والدعوة الى التمسك بها درء لكل فتنة هدامة للتماسك الوطني ,فكانت بالتالي العقيدة التي تنبني عليها صحافته تتمثل في النقد البناء الذي يهدف الصلاح والاصلاح.
فكانت حقيقته الضائعة بالتالي أكبر دليل على ذلك وهو الركن الذي تتبعه الآلاف من القراء ,لما ينقله من أسرار عايشها خلال ثلاثة عهود هي عهد المرحومين محمد الخامس والحسن الثاني ثم عهد محمد السادس أطال الله عمره ,وهو ما جعله ينقل تجاربه مقدما النصح مرات عديدة للمسؤولين رغبة في ترشيد الحكامة وحسن التدبير..
ولا ننس كذلك أن المرحوم رفض الاستفادة من أي دعم عمومي مفضلا الاعتماد على امكانياته ودعم قراء الجريدة عبر اقتنائها بالأكشاك.ومازلت أذكرالمرة الأولى عندما زرته بمكتبه بمقر الجريدة بالرباط وعندما استقبلني ورحب بي والجريدة على مكتبه ,حينها قال لي : ” كولشي ديالكوم” وبالفعل فكنت أحس طوال 21 سنة وأنا أراسل الأسبوع الصحفي أنها “ديالي” وجزء مني, وأخيرا لقد كان آخر اتصال لي مع المرحوم مولاي العلوي عصر يوم الخميس الماضي أي قبل يومين من وفاته ورغم مرضه – كما أخبرني هو بنفسه رحمه الله- فقد استقبل اتصالي بكل رحابة صدركعادته.رحم الله القيدوم مولاي مصطفى العلوي وخلد في الصالحين ذكره وجعل تعالى قبره روضة من رياض الجنة.
بوطيب الفيلالي