دق ناقوس خطر السلالة الجديدة لفيروس كورونا المهدد للمغرب… متخصص يحذر لهذه الأسباب.
قدم البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، مستجدات الوضعية الوبائية، لفيروس كورونا بالمملكة، حيث اعتبر أن هذه الأخيرة شبه مستقرة كنتيجة للآثار الإيجابية لتلقيح فئات كبيرة كانت معرضة لتطوير الحالات الحرجة، و هذا ما يؤدي للإحساس بالأمان لدى العامة ماداموا يرون أن عدد الوفيات قلّ و المنظومة الصحية تستحمل عدد الإصابات.
وقال البروفيسور في تدوينة مطولة عبر حسابه على “فيسبوك”، إنه على النقيض من ذلك فالحالة الجينومية لسلالات الفيروس المتواجدة بالمغرب تدعو لكثير من الحذر، مشددا على أن الخطر يأتي من تفشي السلالات المتحورة.
وقدم البروفيسور، بعض نتائج بحث قيد النشر، باستعمال أداة التسلسل الجينومي للمقارنة بين انتشار سلالات كورونا بالمغرب و الإجراء ات المتخذة لمواجهة الكوفيد، و المنحنى مأخوذ من هذا البحث والذي يمكن تلخيص أهم استنتاجاته فيما يلي:
1- تحليل جينوم أول سلالة بريطانية دخلت المغرب شهر يناير مكن من تتبع انتشارها ورغم صعوبة تحديد نسبة السلالات البريطانية بالضبط فكل المؤشرات توحي تجاوزها لعتبة 15 في المئة وبداية انتشارها الأسي. هذه السلالة ستسود في المغرب في ظرف أسابيع وأخطر ما فيها، انتشارها السريع وإصابتها للعديدين مما قد يؤدي بضغط جديد على منظومتنا الصحية وأن نستمر في التلقيح تحت ضغط الوباء المتحور.
2- بعد تحليل التسلسل الجينومي للسلالات التي ظهرت بالداخلة والذي قام به مختبرنا بتعاون مع المعهد الصحي والذي أثبت أن الأمر يتعلق بالسلالة البريطانية… ويمكن أن نحسم بأن هذه السلالة التي وصلت إلى أبعد نقطة بالمغرب والمتميزة بكثافة سكانية قليلة، حتما تتواجد بكل المناطق المغربية.
3- ظهور 25 طفرة (وليست سلالة) مغربية وهذا ما كنا نحث عليه دائما بأن تكاثر الفيروس يؤدي حتما إلى ظهور طفرات محلية تنتج تلقائيا بوجود الظروف الجينية لتطورها.
4- وهكذا وتبعا للموقع المرجعي لتحليل البيانات “جيزيد” (أنظر أسفله)، يمكن تصنيف السلالة التي ظهرت لأول مرة بورزازات كسلالة جينومية مغربية مئة في المئة في انتظار تحديد خاصيتها البيولوجية.
5- يثبت هذا العمل البحثي 28 سلالة جديدة بالمغرب وعلى الخصوص السلالة النيجيرية الحاملة للطفرة 484 مع عدم ظهور أي سلالة جنوب إفريقية بالمغرب لحد الساعة.
وعليه -يضيف البروفيسور- فكتشخيص في الوقت الراهن يمكن أن نقول بأن الوضع شبه مستقر وبائيا ومقلق جينوميا وأننا ما زلنا نحتفظ على الأقل بشهر وراء أوروبا من الناحية الوبائية الجينومية… مما يدعو إلى كثير من الحذر قليل من المجازفة في هذه المرحلة المفصلية في مواجهة الكوفيد ولا سيما أن عمليتنا التلقيحية لم تنته بعد و مازالت تحت رحمة السوق الدولية للقاحات.
وقدم المتحدث ذاته، مجموعة من المقترحات، للخروج من أزمة كورونا عبر جدولة زمنية تماشيا مع توقيت أخذ قرارات تمديد حالة الطوارئ الصحية في المغرب والذي يصادف العاشر من كل شهر ولمدة أربعة أسابيع، حيث جاءت الاقتراحات كالتالي:
1 – العاشر من أبريل: في الحقيقة و من الناحية العلمية لا أرى كيف يمكن أن نغير من الإجراءات الحالية. فكما أنني لا أرى سببا لتشديدها، لا أرى ربحا في تخفيفها مما سيؤدي حتما إلى حركية أكبر و مجازفة لا أرى منفعة منها.
2- العاشر من ماي: في استقرار للأرقام و المعطيات و بعد عيد الفطر الفضيل، يمكن أن نخفف من كثير من القيود. ففي ميدان التعليم يمكن أن تكون جميع الامتحانات الاستشهادية حضوريا… ويمكن فتح المقاهي و المطاعم لمدة زمنية أطول… و السماح بالتجمعات بأعداد معقولة.
3 ــ العاشرمن يونيو: بعد تقييم الرفع من الحركية خلال المرحلة السابقة، يمكن أن نرفع من عدد المتجمعين في الأماكن العمومية و الخاصة و تمديد ساعات فتح المقاهي و المطاعم…. عودة المتفرجين للملاعب و قاعات السينما…. العودة لإحياء بعض المناسبات.
4 ــ العاشرمن يوليوز: رفع ما تبقى من القيود و الترخيص للعيد الأضحى المبارك وطنيا و استقبال مغاربة العالم… و رفع قيود التنقل…