أعلنت الحكومة الإسبانية عن خطوة تاريخية نحو تحقيق حلم ربط ضفتي البحر الأبيض المتوسط من خلال مشروع النفق الممتد بين إسبانيا والمغرب عبر مضيق جبل طارق.
وفي هذا السياق، تم تكليف شركة إينيكو (Ingeniería y Economía del Transporte)، المملوكة للدولة، بإعداد التصميم التفصيلي للنفق الاستكشافي، في خطوة تعتبر الأكثر تقدما منذ بدء دراسة المشروع قبل نحو خمسين عاما.
ومن المتوقع أن تسلم الشركة الإسبانية التحديث الكامل للمرحلة التمهيدية للمشروع قبل نهاية 2026، بما يشمل تصميم النفق الذي سيمتد بين “بونتا بالوما” في إسبانيا و”بونتا مالباطا” في المغرب، بعد مراجعة دقيقة للظروف الجيولوجية المعقدة، خاصة في نطاق القنوات القديمة التي تمثل أكبر التحديات الهندسية.
وتشمل مهام الشركة إعادة تصميم مسار النفق في الجانب الإسباني، وتحديد الموقع النهائي للمحطة الشمالية، فضلا عن تطوير مخططات الوصول والتكامل الحضري واللوجستي، إلى جانب تحديث الخرائط والبيانات الأرضية والبحرية، وفحص النشاط الزلزالي، ودراسة مصادر مواد البناء المحتملة.
وإلى جانب ذلك، ستتولى الشركة تحديث منظومات الأمن والتهوية وفق المعايير الأوروبية، بما في ذلك إجراء محاكاة إضافية للحرائق، على أن يتم تسليم التصميم النهائي قبل 30 يونيو 2026.
وتشير التقديرات الداخلية إلى أن مناقصة النفق الاستكشافي قد تطرح اعتبارا من عام 2027، على أن تنطلق الأشغال الميدانية الفعلية في حدود عام 2030، في حين يتوقع أن يكتمل النفق الرئيسي المخصص للربط الحديدي للركاب والبضائع بين 2035 و2040، بتكلفة تقدر بحوالي 8.5 مليارات يورو.
ويعد هذا المشروع أحد أكبر المشاريع الهندسية في المنطقة، كما ينتظر أن يفتح أفقا جديدا للتجارة والنقل بين أوروبا وأفريقيا، مع تأثيرات اقتصادية واستراتيجية كبيرة لكل من المغرب وإسبانيا.
