خروقات واحتقان داخل سوق “الحرش” بآيت ملول، وسط مطالب بتدخل الجهات الوصية

أكادير والجهات

يعيش فضاء التسوق للقرب “الشهداء – الحرش” بمدينة أيت ملول على وقع احتقان وغليان غير مسبوقين، وسط حالة من الاستياء العارم في صفوف التجار والحرفيين والحرفيات المستفيدين من المشروع الذي أنجزته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار برنامج إعادة تأهيل الباعة المتجولين بالمدينة.

وأكد عدد من المهنيين أن هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يشكل متنفسا وفرصة لتحسين ظروف اشتغالهم، أصبح اليوم عنوانا للارتباك وسوء التدبير، بعدما طالته، حسب تعبيرهم، اختلالات عديدة وخروقات غير قانونية تمس جوهر أهدافه الاجتماعية والتنموية.

وفي تصريحات متطابقة، تحدث المستفيدون عن انتشار المحسوبية والزبونية في توزيع المحلات التجارية، وإقصاء ممنهج للتجار والحرفيين الحقيقيين الذين ظلوا يزاولون نشاطهم لسنوات في شوارع وأزقة المدينة، مقابل إقحام أسماء لا علاقة لها بالمجال التجاري أو الحرفي ضمن لائحة المستفيدين.

ولا تقف التجاوزات عند هذا الحد، إذ سجل المتضررون خروقات في تدبير المرافق وتنظيم السوق، وغياب رؤية واضحة لتسييره بشكل شفاف يضمن العدالة بين الجميع، كما أشاروا إلى ضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية، ما جعل الفضاء، الذي كان ينتظر أن يكون نموذجا للتنمية المحلية، يتحول إلى نقطة ضعف ومصدر توتر دائم بين مختلف الأطراف.

وفي ظل هذا الوضع المقلق، يطالب التجار والحرفيون بتدخل عاجل من السلطات المحلية والجهات الوصية، من أجل فتح تحقيق نزيه في جميع الاختلالات التي يعرفها السوق، وإعادة النظر في لوائح المستفيدين وفق معايير موضوعية وشفافة، بما يضمن الإنصاف وتمكين المستحقين الحقيقيين من الاستفادة من هذا المشروع التنموي الذي أنجز في الأصل لخدمة الفئات الهشة.

ويأمل المعنيون أن تشكل هذه الخطوة بداية حقيقية لإصلاح الوضع القائم، ورد الاعتبار لفضاء “الحرش” ليضطلع بالدور الذي أُحدث من أجله، وتحسين ظروف العمل، ودعم الاقتصاد المحلي بمدينة أيت ملول.