فقدت شابة مغربية حياتها داخل مصحة خاصة بشارع فاس في منطقة عين الشق بالدار البيضاء، مساء السبت 24 ماي 2025، في واقعة مأساوية أثارت صدمة عائلتها، وأعادت إلى الواجهة الجدل القديم حول شروط السلامة الطبية داخل المصحات الخاصة.
ودخلت الشابة، البالغة من العمر 32 سنة، إلى المصحة حوالي الساعة العاشرة ليلاً، في حالة صحية مستقرة، استعدادًا لوضع مولودها الأول. غير أن ساعات قليلة بعد دخولها، انقلبت فرحة الأسرة إلى فاجعة، بعد إبلاغهم بأن الأم توفيت أثناء الولادة، وسط صمت غير مبرر من الطاقم الطبي.
وأفاد أفراد من أسرة الراحلة أن الأخيرة كانت تتحدث بشكل طبيعي عند دخولها، قبل أن يُمنع عنهم أي تواصل معها بعد بدء عملية الوضع، في وقت لاحظوا فيه ارتباكًا واضحًا لدى الطاقم المشرف دون تقديم توضيحات.
وأكدت شقيقة الضحية أنها تمكنت من رؤيتها بعد الوفاة، مشيرة إلى أن المولود أنثى، وهو ما يثير، حسب الأسرة، تساؤلات جدية حول أسباب الوفاة، وما إذا كانت هناك مضاعفات أو تدخلات طبية فاشلة لم يُكشف عنها.
وحضرت المصالح الأمنية إلى المصحة فورًا بعد إشعارها، بأمر من النيابة العامة، حيث فُتح تحقيق في الموضوع، وتم نقل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي لإخضاعها للتشريح الطبي وتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
وحمّلت الأسرة إدارة المصحة الخاصة كامل المسؤولية، متهمة إياها بالإهمال والتقصير في الرعاية الطبية، وداعية إلى فتح تحقيق نزيه وشامل ينصف الضحية ويكشف عن ملابسات الحادث المأساوي.
وأثارت الحادثة حالة من الغضب في أوساط الرأي العام، خصوصًا مع تكرار وقائع مماثلة داخل مؤسسات صحية خاصة، ما يسلّط الضوء مجددًا على ضعف الرقابة الطبية، ويدفع للتساؤل: من يحاسب المصحات التي تتحول فيها قاعات الولادة إلى غرف موت صامت؟
التعاليق (0)