يوم الحراك أمس الخميس 22 يونيو 2017عرفت أحداثا كثيرة. فقد أصدر معتقلوا الحسيمة والذين يقبعون بالسجن المحلي بالحسيمة بيان أوضحوا من خلاله خلفية احتجاجات الريف المشروعة ، حيث نددو بشدة كل السياسات التي تنهجها الدولة لاحتواء الاحتجاجات بالمنطقة التي تتجلى في الترهيب والقمع والاعتقالات والاختطاف القسري والتعذيب الجسدي والنفسي ،كما اننا نستنكر الاحكام الجائرة والصورية التي صدرت في حقنا معتبرين اياها مؤامرة جوهرها انتقام سياسي محض ، وبالتالي فإننا نناشد كل الهيئات الحقوقية بما فيها المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان من اجل التدخل للوقوف على الخروقات الجسيمة في تعامل الدولة مع احتجاجات الريف السلمية والمشروعة وعلى رأسها تهديد أمن المواطنين واقتحام البيوت من طرف القوات العمومية ، إذن رغم كل ما يحاك ضدنا ورغم طمس الحقائق وتمويه الرأي العام من طرف الدولة إلا أننا متشبثين بشرعية مطالبنا مستنكرين الاحكام التي صدرت في حقنا شكلا ومضمونا ،كون أننا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن ،لكن تم استئصالنا في جميع المجالات وأننا لازلنا نقول لسنا انفصاليين بقدر ما أن الدولة هي التي فصلت بيننا وبين المناطق الاخرى بالاقصاء والتهميش والاحتقار ،فماذا تنتظر الدولة من مواطن يعيش غريبا في وطنه والى أي حد وإلى متى ستظل هذه السياسات المعادية لمنطقة الريف الابي.
ومن جانبه قال بيان للاتحاد المحلي لنقابات الحسيمة التابع للاتحاد المغربي للشغل أن “إقليم الحسيمة عرف في اليومين الأخيرين أجواء حصار أمني رهيب، وحملة اعتقالات واسعة لنشطاء الحراك الشعبي بالإقليم، والذين وصل عددهم إلى حدود الساعة حوالي 26 معتقلا، من بينهم أحد مناضلي الاتحاد المغربي للشغل ( المناضل محمد المجاوي) في إطار توجه واضح للدولة نحو اعتماد مقاربة أمنية صرفة في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية العادلة والمشروعة والتي دامت لأزيد من 07 أشهر”، وأضاف البيان أنه ” في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من الحكومة أن تعمل على إجراء حوار جدي ومسؤول مع لجان الحراك بالإقليم يفضي إلى الاستجابة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية العادلة التي اعترفت الحكومة بمشروعيتها، وفي الوقت الذي كان من الأولى أن يتم العمل على بلورة برنامج تنموي شامل يرفع كل مظاهر الإقصاء والتهميش والحكرة عن الإقليم، ويستجيب للانتظارات الشعبية الملحة في ظل الأوضاع الاجتماعية القاسية التي تكتوي بها الجماهير الشعبية وفي ظل الاحتقان الاجتماعي المتنامي في كل ربوع الوطن، والذي عبرت عنه الاحتجاجات الشعبية التي امتدت إلى المدن والأقاليم المغربية الأخرى.
وأورد بيان الاتحاد المحلي لنقابات الحسيمة (إ.م.ش)، أن الأخير “ما فتئ ينبه من مغبة تغليب الخيار الأمني في مواجهة أشكال نضالية سلمية وحضارية، حيث يتابع بقلق شديد الأوضاع في الإقليم وحالة الغضب الشعبي المتنامية فيه” وأعلن تضامنه الكامل مع نشطاء الحراك الشعبي المعتقلين، ومطالبته بالإفراج الفوري عنهم، وطالب المسؤولين بتغليب الحكمة في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية السلمية وعدم الانجرار نحو القمع والمضايقات الأمنية، وطالب السلطات الإقليمية بضمان الحق في التظاهر السلمي والاحتجاج بعيدا عن لغة القمع والتهديد والوعيد، وبخلق أجواء إيجابية وأجواء الثقة عبر الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين من نشطاء الحراك الشعبي، وفتح حوارات جادة ومسؤولة على أرضية المطالب الاجتماعية العادلة والمشروعة.
وبعد الفطور مباشرة أبدع سكان الحسيمة، لليوم الثاني على التوالي، في شكل احتجاجي جديدا وغير مسبوق، في سياق الحراك الذي تشهده منطقة الريف كلها.
ومباشرة بعد تناول وجبة الافطار، أطفأ سكان الحسيمة أضواء كل المنازل والمحلات التجارية، وشرعوا في الاحتجاج بقرع الأواني أو ما يطلقون عليها « الطنطنة » من فوق سطوح المنازل والشرفات ومن أمام أبواب البيوت، في كل أحياء المدينة مرددين شعار « عاش الريف”.
مساء سقط خبز وفاة والد مرتضى إعمراشن كالصاعقة على سكان الريف ،والحسيمة بصفة خاصة وكان والد الناشط و المعتقل السياسي المرتضى إعمراشن، المتابع في حالة اعتقال، بتهمة الارهاب قد توفي قبل قليل من ليلة الخميس الجمعة وكانت الحالة الصحية لوالد اعمراشن قد تدهورت بسبب إعتقال ابنه.