أكادير24 | Agadir24 -محمد بوسعيد
اكد احمد حجي ،والي جهة سوس ماسة،ان من نافِلِ القوْل التذْكير بِمدى الأهمية القُصوى التي يكْتَسيها الماء على المُستوى السوسيو اقتصادي، والدَّور الاستراتيجي الذي يلعبُه على صعيد القطاعات التنموية ببلادنا، لكنه،للأَسف، مَوْرِدٌ محدود، يتَّسِم توَفُّرُهُ بِعدم الانْتظام ومُعَرَّض للاسْتنزاف والتناقُص المستمر، مما جعل حُسْنَ تدبيرِ موارده يأتي في صَدارَة أوْلويات السياسات العمومية.
واضاف في معرض حديثه خلال افتتاح المعرض الجهوي للماء المنظم من قبل وكالة الحوض المائي لسوس ماسة يوم الاربعاء 8 مارس الجاري بتزنيت ،ان المغرب اليوم يعد من الدول الرائِدة في هذا المجال، والتي تنْخَرِط بجِدِّيَة كاملة في العمل على ترْسيخ دعائم التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها ، بِفضل الرُّؤية السامية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بما في ذلك إطْلاق العديد من المشاريع المُهَيْكِلَة بهذا الخصوص ، فضلًا عن التفعيل الكامل للمنظومة التشريعية والمُؤسساتية المتطورة التي أرْساها، و المُتعلقة بحماية البيئة وصِيانة الموارد الطبيعية والحرص على اسْتدامتها، وفي مُقدمتها الموارد المائية.
مذكرا في هذا الباب إلى أن جهة سوس ماسة كانت سباقةً في إرْساء قواعِد حَكامَة تدبير الموارد المائية، من خلال إعْداد وتوقيع أوَّلِ اتفاقية إطار، على صعيد المملكة، ترمي إلى تنمية وحِماية الموارد المائية للجهة، والتي أعْطى تفعيلُ مضامينِها نتائج ملموسة، سواء أكانَ ذلك على مُستوى تدبير الطلب على الماء أو على مُستوى تنمية العَرْض المائي.
حجي ابرز أن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020- 2027 ، الذي تُناهز تكلُفَتُهُ الإجْمالية 115 مليار درهم، والذي تم التوقيع على الاتفاقية الإطار لإنجازه أمام أنظار جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، في مطلع سنة 2020، والذي عزز من هذا التوجُّه الطلائعي لِدعم وتنويع مصادر التزويد بالماء الشروب ومياه السَّقي، ومُواكبة الطلب على هذا المصدر الثَّمين، والعمل المُستمر على ضمان الأمن المائي للبلاد، بمُوازاة اللجوء إلى الحلول المبتكَرَة ، في إطارٍ من الالتقائية والتنْسيق والتَّآزُر بين مختلف المتدخلين المعنيين للحد من آثار التغيُّرات المناخية التي تعْصِف بالعالمِ أجْمَع.
وبخُصوص المشاريع المُدرَجة في سياق تفْعيل وتنْزيل مضامين هذا البرنامج على مستوى حوض سوس ماسة، خلص المتحدث ذاته أن الشُّروع في ملْءِ واستغلال سد سيدي عبد الله بإقليم تارودانت.
– إنْجاز قناة لِربْط منطقة الكَردان (سدَّيْ أوْلوز والمختار السوسي) بمحطة المُعالجة سيدي بوسحاب (سد عبد المُؤْمِن)، بطول 49 كلم، لتأْمين تزْويد مدينة أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب في أحسن الظروف. وقد شُرِعَ في استغلال هذه القناة ابتداءً من 13 أكتوبر 2020؛
– الشُّروع في إنْجاز أشْغال تعْلِيَة سد المختار السوسي بإقليم تارودانت لِتبلُغ سِعَتُه 280 مليون متر مُكَعَّب، مما سيُمكن من التوسُّع في تأمين التَّزويد بالماء الصالح للشرب ومِياه السقي ؛
– الشُّروع في تشْغيل محطة تحْلِية مياه البحر بإقليم شتوكة آيت باها لِتلبية حاجيات أكادير الكبير من الماء الصالح للشرب بصفة عادية وتوْفير مياه السقي لأغراضٍ فلاحية؛
– الإعْداد لإطْلاق مشروع إنجاز محطة لِتحْلية مياه البحر بإقليم تزنيت.
– الإعْداد لإطْلاق أشْغال إنْجاز سد التَّامْري بعمالة أكادير إداوتنان، بسعة تخزين قدرُها 150 مليون متر مكعب؛
فضلًا عن برْمجة إنْجاز العديد من السُّدود الصُّغرى ومشاريع تقْوية التزويد بالماء الصالح للشرب في منطقة نُفوذ وكالة الحوض المائي سوس ماسة؛
ولفت الوالي حجي إن تنظيم هذا المعرض، واختِيَار موضوع الموارد المائية الغير اعتِيادية كشِعارٍ له، يُبرزانِ مَدى الوَعْيِ الكبير الذي بلغتْه المؤسسات العمومية المُكلفة بتدبير الموارد المائية بِحوض سوس ماسة، بالنظر إلى أن اللُّجوء إلى هذا النوع من موارد المياه قد باتَ خيارًا استراتيجيا لا مَنْدُوحَة عنه، لما يتميز به من قُدرة على استدامة الحَجْم الكَمِي وتأمين شروط الجوْدة العالية، ولا سيما وأن مصادر الماء غير التقليدية عُمومًا قد فرَضَت نفسها كحل بديل لِمُواجهة الأزمة المُتنامية التي يعرفُها هذا الحوض في السنوات الأخيرة.