كشفت جمعية الأزهر “لا للقرقوبي” بالدار البيضاء أن انتشار مخدر “البوفا” في صفوف الشباب ليس بالجديد في المغرب، رغم أنه عاد لواجهة النقاش العمومي خلال الأسابيع الأخيرة.
وحسب ما أوردته الجمعية على لسان رئيسها عبد المجيد القاديري، فإن مخدر “البوفا” قاتل وسام، فيما تصل تداعيات الإدمان عليه إلى أبعاد خطيرة، مثل الاضطرابات السلوكية وإيذاء النفس والانتحار.
وأكد القاديري أن جمعية الأزهر “لا للقرقوبي” تستقبل مجموعة من المدمنين على المخدرات خاصة منها “البوفا”، مشيرا إلى أن أن جزءا كبيرا من هؤلاء ينحدرون من أسر هشة وغير مستقرة.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن الجمعية تواكب المدمنين على المخدرات من خلال الإنصات والمرافقة ومنح الدواء بالمجان، وذلك بعد عرضهم على أطباء مختصين.
وتجدر الإشارة إلى أن هيئات حقوقية وجمعوية سبق وأعربت عن قلقها الشديد إزاء الانتشار المخيف لـ”البوفا” في صفوف الشباب والمراهقين على وجه الخصوص، محذرة من أن هذا المخدر الذي يتكون من بقايا الكوكايين بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى ضارة بالصحة، يشكل خطورة جسيمة على القدرات العقلية والنفسية والجسدية لمستعمليه، ويرفع من منسوب العدوانية وفقدان التوازن وعدم القدرة على التمييز.
وطالبت هذه الهيئات بتكثيف دوريات الأمن واليقظة وتكثيف المراقبة بكل الأماكن المشكوك في ترويجها أو تسترها على ترويج المخدرات بما فيها مخدر “البوفا”، مع التركيز باستمرار على النقط السوداء، ومحيط المؤسسات التعليمية.
ويشار أيضا إلى أن تداعيات الانتشار الواسع لمخدر “البوفا” أو مخدر الفقراء كما يسميه كثيرون، وصلت إلى رئاسة الحكومة، بعد توجيه النائبة البرلمانية عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، سؤالا في الموضوع إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.
وتوقفت التامني في نص سؤالها عند “الوضع المقلق لانتشار مخدر “البوفا” في صفوف الشباب والشابات و العاطلين والطلبة وكذلك القاصرين”، مشيرة إلى أن “السعر المنخفض لهذا المخدر جعله سريع الانتشار بشكل كبير في المغرب”.
هذا، وتساءلت فاطمة التامني عن الإجراءات التي ستتخذها الحكومة من الناحية الأمنية والحمائية والعلاجية وكذا التحسيسية، للتصدي لترويج مخدر “البوفا”، كما استفسرت عن التدابير المتخذة لردع متاجريه وموزعيه درءا للمخاطر المحدقة بالشباب المغربي.