بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية
افتتحت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، يوم الخميس الماضي في مدينة بنجرير، منصتها البحثية الجديدة UM6P CoreLabs، لتصبح بذلك ركيزة متقدمة للبحث العلمي والتكنولوجي على مستوى القارة الإفريقية، ومساهماً أساسياً في تعزيز السيادة العلمية والصناعية للمغرب.
وتعكس هذه المبادرة الطموحة رؤية استراتيجية متكاملة ترعاها المملكة المغربية المغربية بقيادة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي لطالما أولى أهمية قصوى للبحث العلمي والابتكار كأدوات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المغرب على الصعيد القاري والدولي. فقد أكد جلالة الملك في عدة مناسبات على أن الاستثمار في العلم والتكنولوجيا يمثل الطريق الأمثل لتعزيز التنافسية الصناعية وخلق اقتصاد مستقبلي قائم على المعرفة.
- منصة CoreLabs: بنية تحتية متقدمة للبحث والابتكار
تتألف منصة CoreLabs من ثلاث منصات تقنية متقدمة، صممت لتلبية احتياجات البحث العلمي والتطبيقي في مختلف المجالات:
- منصة التصوير والتحليل المجهري: مزودة بمعدات نادرة في إفريقيا، مثل المجهر الإلكتروني النافذ (TEM) وشعاع الأيونات المركز (FIB)، لتوفير إمكانات تحليل نانوية متطورة في مجالات المواد والطاقة والزراعة الدقيقة والصحة.
- منصة العلوم البيولوجية: تقدم أدوات للتسلسل الوراثي والتصوير ثلاثي الأبعاد للخلايا، ما يفتح آفاقاً واسعة في مجالات الجينوم، والتكنولوجيا الحيوية، والطب الدقيق، والأمن الغذائي.
- منصة الكيمياء التحليلية: متخصصة في كشف الملوثات والمعادن النزرة والمواد المستجدة، لتدعيم الأبحاث البيئية وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام.
وتجسد هذه البنية التحتية المتقدمة فلسفة UM6P في الجمع بين الجامعة، والبحث التطبيقي، والصناعة، لتشكيل منظومة علمية متكاملة قادرة على تحويل المعرفة إلى حلول عملية تلبي احتياجات القارة الإفريقية. - تعزيز السيادة التكنولوجية والإبداع القاري
تسعى هذه المنصة إلى أن تصبح مركزاً مرجعياً مفتوحاً للتعاون مع الجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الصناعية في إفريقيا، ما يمكن الباحثين والمقاولات من تطوير حلول مبتكرة ومستدامة تتوافق مع أولويات التنمية الإقليمية. ويعكس هذا المشروع الطموح التزام المغرب بدعم بناء قدرات قارية في العلوم والتكنولوجيا، ما يعزز من دوره كفاعل مؤثر في الدفع بالابتكار على مستوى إفريقيا.
- مكانة UM6P على الساحة الإفريقية
لقد رسخت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية مكانتها كواحدة من أبرز الجامعات الإفريقية الطموحة، التي تجمع بين التميز الأكاديمي، والبحث التطبيقي، والابتكار الصناعي. ومن خلال منصتها الجديدة، تؤكد هذه الجامعة ريادتها في تقديم حلول علمية مبتكرة تعزز السيادة التكنولوجية للمغرب وتضعه في موقع القيادة العلمية القارية.
إن هذا المشروع ليس مجرد منصة بحثية، بل هو نموذج استراتيجي للرؤية الملكية في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز تنافسية المملكة على الصعيد الدولي، وإدماج إفريقيا في شبكات المعرفة العالمية.


التعاليق (0)