في ظل الارتفاع المهول في أعداد المصابين بفيروس كورونا في المغرب، يُحرم الكثير من المواطنين خاصة ذوو الدخل المحدود من إجراء فحوصات كوفيد-19، رغم ظهور أعراض الفيروس عليهم، وذلك نظرا لتكلفتها المرتفعة، لا سيما حين يتعلق الأمر بأكثر من فرد واحد في الأسرة.
وتلجأ هذه الفئة من المواطنين في الغالب إلى البقاء في البيوت مع تناول بعض الأدوية كالفيتامينات والعلاجات المستعملة في حالات ارتفاع الحرارة، بيد أن الوضع قد يسوء في بعض الحالات خاصة في حال تعلق الأمر بذوي الأمراض المزمنة أو الأشخاص المسنين.
في عز الجائحة.. مختبرات ترفع كلفة فحوصات pcr
أفاد عدد من المواطنين أن عددا من المختبرات رفعت تكلفة إجراء فحوصات كوفيد-19، وذلك في ظل الانتشار الواسع للفيروس في عموم التراب الوطني.
في هذا الصدد، صرح الرئيس السابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، محمد الزهاري، أنه توصل بشكاية من أم أكدت له أن أحد المختبرات رفع تكلفة تحاليل pcr إلى 500 درهم، رغم أنه كان يجري ذات التحاليل طيلة الأشهر ال 6 الماضية ب 400 درهم فقط.
هذا، وعمدت مختبرات أخرى وفق المتحدث نفسه إلى اعتماد نفس السعر، على الرغم من الأعداد الكبيرة للمواطنين المصابين أو المخالطين المتوافدين عليها كل يوم، والذين يفوقون أحيانا 100 شخص.
وتساءل الحقوقي نفسه في تصريح لأحد المواقع الإلكترونية : “ما معنى أن يتم تحديد تعريفة التحاليل في المختبر في 400 درهم في وقت كان يستقبل فيه بين 10 و20 شخص، في حين أصبح ثمن نفس الاختبار 500 درهم وعدد الوافدين يصل في اليوم الواحد إلى 170 و200 شخص”.
مطالب لوزارة الصحة بتزويد الصيدليات بالتحليلة السريعة
إن تنامي فيروس كورونا وانتشاره بشكل متسارع بعموم التراب الوطني، وتزامن ذلك مع ارتفاع تكلفة فحوصات Pcr حذا بالصيادلة لمراسلة وزير الصحة خالد أيت الطالب، ملتمسين منه تمكينهم من صرف الاختبارات السريعة للكشف عن فيروس كورونا.
ووفق مراسلة وجهها المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، فإنه يجب تمكين الصيادلة من الاختبار السريع لكورونا، وهو اختبار سهل في التنفيذ، يستهدف البحث عن علامات وأعراض الإصابة بالفيروس ويعطي عموما فكرة سريعة عن الإصابة بكوفيد-19.
وإلى جانب ذلك، فإن التكلفة المنخفضة لهذا الاختبار، المتمثلة في 100 درهم، تتناسب والقدرة الشرائية لكثير من المواطنين، الأمر الذي سيمكن مختلف شرائح المجتمع، خاصة ذوو الدخل المحدود، من إجراء التحاليل والتأكد من إصابتهم بالفيروس من عدمه.
منطق الربح غزى الجائحة..
ليست مختبرات الفحوصات المغتني الوحيد على حساب مرضى الجائحة، فحتى كبريات شركات الأدوية المنتجة للقاحات ضمنت أرباحا خيالية لم يسبق أن جنت مثيلا لها ربما طيلة تاريخها.
في هذا الصدد، أفاد تقرير صحفي أن تحالف فايزر- بايونتيك يأتي في مقدمة شركات الأدوية المغتنية من إنتاج اللقاحات، خاصة وأن لقاحها كان الأول المرخص له في أوروبا والولايات المتحدة.
وجنى العملاق الأمريكي ومختبر التكنولوجيا الحيوية الألمانية أرباحا قدرت ب 10,8 مليارات دولار (حوالى 9,2 مليارات يورو) في النصف الأول من عام 2021.
وإلى جانب ذلك، حققت الشركة الأمريكية الناشئة موديرنا أرباحا جيدة، بلغت في النصف الأول من العام الجاري 5,9 مليارات دولار، أي حوالي خمسة مليارات يورو.
أما بخصوص شركتي أسترازينيكا وجونسون آند جونسون فهما بعيدتان إلى حد ما عن الركب، حيث أعلنت شركة أسترازينيكا تحقيق إيرادات من لقاحها بقيمة 1,17 مليار دولار (مليار يورو) في النصف الأول من العام، بينما تحدثت جونسون آند جونسون التي تم اعتماد لقاحها مؤخرا عن 264 مليون دولار (225 مليون يورو).
وأمام هذا الوضع مع ما يلحقه من احتكار اللقاحات من طرف البلدان الغنية وصعوبة وصوله للبلدان الفقيرة، يبدو أن للجائحة مسيرا طويلا قد يمتد أعواما أخرى في العالم بأسره، إذ يصعب على البلدان، حتى التي لقحت سكانها بالكامل، التخلص من الجائحة ما لم يوضع لها حد بشكل دولي، كما سبق أن أكدت ذلك منظمة الصحة العالمية مرات عدة.