أرسل أنطيونيو غويريتش، و لأول مرة رسالة إلى مجلس الأمن يطالب فيها بتفعيل القانون 99 من ميثاق الأمم المتحدة على خلفية حجم الخسائر البشرية المسجلة في فترة وجيزة من الحرب الفلسطينية الإسرائيلية.
وتنص المادة على أن “للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدولي”.
وقد أكد غويريتش في رسالته التي نشرها على منصة إكس، ما مفاده أن في مواجهة الخطر الجسيم لإنهيار النظام الإنساني في غزة، فإنه يلزم على مجلس الأمن المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية، كما ناشد لوقف إنساني لإطلاق النار.
و قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الولايات المتحدة في هذا الصدد أن هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها غويريتش هذا القانون منذ توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة سنة 2017، وأضاف أن الأمين العام يفعل هذا القانون بموجب السلطة المخولة له فيما يمكن أن يوصف بالخطوة الدستورية الكبرى، إذ أن هذه المادة تعد أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار ميثاق الأمم المتحدة.
وذكر بأن هذه المادة لم يتم تفعيلها منذ عقود، إشارة إلى تهديدات مماثلة أمام السلم والأمن الدوليين.
وقد أتت خطوة غويريتش بعد أن كرر دعوته لإيقاف إطلاق النار في القطاع لأسباب إنسانية، كما جاء في رسالته أن أكثر من 8 أسابيع من العدوان أدت إلى هتك حياة أكثر من 1200 شخص، 33 منهم أطفال وإصابة الآلاف بعد هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها مقاومة حماس.
وأضاف أن نحو 250 شخصا مختطفون ضمنهم 34 طفلا، ولازال أكثر من 130 شخصا محتجزين والذين يجب الإفراج عنهم فورا وبدون شروط.
وفي المقابل، أشار الأمين العام إلى أن حجم الخسائر البشرية في غزة منذ بدء الغارات اللإسرائلية على القطاع قد وصل إلى أكثر من 15000 ألف قتيل، أكثر من 40 بالمئة منهم أطفال، وآلاف آخرون من الجرحى، وتدمير أكثر من نصف المنازل مما أدى إلى التهجير القسري ل80 بالمئة من السكان الذين يقدر عددهم بأكثر من 2.2 مليون شخص ونزوحهم إلى مناطق متقلصة المساحة حيث وجد أكثر من نصفهم نفسه في العراء بلا مأوى، كما نبه إلى انعدام الحماية اللازمة للمواطنين.
وأشار أيضا في خطابه إلى انهيار نظام الصحة في القطاع، حيث أصبحت أغلب المشافي في غزة ساحات حرب، ف14 مشفى فقط من أصل 36 لاتزال تعمل جزئيا، و أكبر مشفيين بغزة يستقبلون ثلاث مرات أضعاف قدرتهم الإستيعابية كما وبدأت امداداتهم الأساسية بالنفاذ كذا الوقود، هذا فضلا عن إيوائهم آلاف النازحين بلا مأوى. وتحت هذه الظروف عدد أكبر من المدنيين ستتم تصفيتهم خلال الأسابيع القادمة.
وأشار غويريتش إلى قرار مجلس الأمن 2712 الذي يدعو إلى توسيع نطاق توصيل الإمدادات لتلبية الإحتياجات الإنسانية للمدنيين وخاصة الأطفال.
من جهة أخرى أشار غوتيريس إلى أن الظروف الراهنة، وبسبب العدوان المكثف الذي يشنه الكيان الإسرائيلي على القطاع، تجعل القيام بالعمليات الإنسانية أمرا مستحيلا، إذ حتى الآن توفي على الأقل 130 من العاملين بالأمم المتحدة، محذرا بهذا الأمم المتحدة من اقترابها من نقطة الشلل التام لعملياتها الإنسانية في غزة.
هذا، وحذر الأمين العام في خطابه من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني، حيث قال أن الوضع يتدهور نحو كارثة إنسانية بعواقب وخيمة قد لا يمكن عكسها سواء على الصعيد الفلسطيني أو على صعيد المنطقة، و شدد على ضرورة تجنب هذا النتيجة بكل السبل الممكنة.
وأضاف أن على المجتمع الدولي مسؤلية استخدام نفوذه لمنع حدوث مزيد من التصعيد وإنهاء هذه الأزمة. كما حث أعضاء مجلس الأمن الدولي على الضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية. ليجدد في الأخير مناشدته الوقف الإنساني لإطلاق النار على قطاع غزة الجريحة.