تفاقمت أزمة النقل الحضري بمدينة أكادير خلال شهر رمضان الجاري، حيث يعيش عدد كبير من المواطنين معاناة يومية في محطات سيارات الأجرة، خاصة محطة وسط المدينة، في ظل غياب عدد من السائقين عن العمل خلال فترة النهار، ما يضاعف من حدة الانتظار ويزيد من الضغط على وسائل النقل المحدودة.
ويُضطر عشرات العاملين والعاملات في مختلف القطاعات إلى قضاء ساعات طويلة في انتظار وسيلة تقلهم إلى منازلهم أو مقرات عملهم، وسط أجواء من القلق والانزعاج. وتعمد فئة من سائقي سيارات الأجرة إلى التوقف المؤقت عن العمل نهارًا خلال الشهر الفضيل، بينما يفضل آخرون التوجه إلى المناطق السياحية، بحثًا عن مردودية أعلى من خلال نقل السياح بأسعار تفوق تلك المعتمدة في التنقلات العادية.
وفي محاولة للالتفاف على الأزمة، أصبح بعض الموظفين يضبطون مواعدهم مع سائقي “الطاكسيات” بشكل مسبق قبل مغادرة مقرات العمل، بينما يلجأ آخرون إلى تطبيقات النقل الرقمي رغم ارتفاع كلفتها مقارنة بسيارات الأجرة التقليدية، وهو ما يعمّق من حجم المعاناة في ظل غياب حلول تنظيمية فعالة.
وتحوّلت محطة وسط المدينة إلى ما يشبه “نقطة شقاء” يومية، يقصدها المواطنون على أمل الظفر بمقعد في وسيلة نقل، دون أن تلوح في الأفق مؤشرات على تدخل فعلي من الجهات المسؤولة لإعادة تنظيم القطاع وضمان استمرارية الخدمة خلال فترات الذروة، لاسيما في شهر رمضان الذي يعرف تغيّرات في نمط العمل وحركية المواطنين.
التعاليق (0)