جمعية راضية بتزنيت لدعم مرضى سرطان الثدي وعنق الرحم، جمعية أخذت على عاتقها الاشتغال الهادئ والشجاع على أكثر المبادرات الجمعوية صعوبة ، ليس فقط في تكاليفها المالية، بل في حرقة تقاسم الوجع والألم بشكل يومي مع نساء كان قدرهن أن يكن ضحايا مرض السرطان..هذا الأخير الذي لا نملك أحيانا في لغتنا القدرة على تسميته، فما بالك على مقاومته وتحمل عناء دعم ومواكبة ضحاياه.
مبادرات راضية ليست مناسباتية بل تشتغل بشكل يومي في تقديم دعمها ومواكبتها لمريضات سرطان الثدي وعنق الرحم بتيزنيت ، وفي نفس الوقت تنخرط في البرامج الوطنية لوزارة الصحة شريكها الرئيسي، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.ففي إطار الحملة الوطنية للتحسيس والكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تمتد طيلة شهر أكتوبر الوردي، تحت شعار ” فحصك الآن أمان واطمئنان.. لا تترددي”، و بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، نظمت جمعية راضية يوما خاصا لفائدة مريضات سرطان الثدي وعنق الرحم يوم السبت المنصرم 28 أكتوبر بالمركز المرجعي للصحة الانجابية بتزنيت.. اجتمعت فيه كل اللمسات الإنسانية والأيادي البيضاء في عرس نسائي يزرع الأمل وحب الحياة في قلوب مريضات سرطان الثدي وعنق الرحم ، هكذا أرادت الدكتورة هدى الكندي رئيسة جمعية راضية من هذا النشاط الاستثنائي ومعها كوكبة من المتطوعات اللواتي يتقاسمن نفس الرهان ..رهان دعم ومواكبة مريضات سرطان الثدي وعنق الرحم بكل روح تطوعية وإنسانية .
في هذا اليوم الذي استقبلت فيه جمعية راضية نساء من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية لتقاسم تجاربهن مع مرض السرطان ، تم فتح حوار وجلسة استماع جماعية أطرها الدكتور توفيق أضحان نفساني متخصص في علم النفس العيادي والمرضى وخريج جامعة باريس 7، وسيكولوجي اكلينيكي سابق في الوظيفة العمومية بمنطقة باريس..جلسة كانت فيها شهادات المريضات تنم عن شجاعة كبيرة في مقاومة المرض والتشبت بالحياة ، و” مقاومة سيزيفية وصبر أيوبي في مواجهة السرطان” معلقة إحدى متطوعات الجمعية في تصريح لأكادير 24 على تفاعل المريضات مع مجريات حصة الدعم النفسي التي أطرها الدكتور توفيق أضحان .
كما ساهم الشاب أنس بالعرش ، اختصاصي في التغذية ، في تنشيط ورشة حول مرض السرطان والعادات الغذائيةالسليمة والتي قدم فيها توجيهات قيمة في كيفية اكتساب عادات غذائية سليمة لمرضى السرطان.
ولأن الجانب الديني والروحي له دور كبير في الإرتقاء الى مقامات الصبر في تجربة المرض، ساهمت الأستاذة بشرى الحطاب وهي مرشدة دينية بالمجلس العلمي المحلي لتيزنيت بمداخلة قيمة حول “جزاء الصابرين على المرض”.
ليختتم هذا اليوم بوجبة غذاء على شرف المريضات، وأمسية فنية نشطتها مجموعة نسائية من دوار الزاوية بجماعة أكلو وتوزيع هدايا رمزية على المريضات..ولتؤكد مرة أخرى راضية انها ليست مجرد جمعية فقط، بل مشروع كبير يحمل مريضات سرطان الثدي وعنق الرحم على أجنحة الحياة والأمل.
التعاليق (0)