تتزايد المخاوف في صفوف الآباء وأولياء الأمور والأطر التربوية بإقليم تزنيت نتيجة انتشار شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول وجود أعراض مرض السل بين التلاميذ، نتيجة استهلاك الحليب غير المبستر.
ودفع هذا الأمر جمعية المحبة لرعاية المرأة والطفل إلى توجيه مراسلة رسمية إلى المدير الإقليمي للتربية والتكوين بإقليم تيزنيت، نقلت من خلالها حالة القلق داخل المؤسسات التعليمية وبين الأسر بسبب ما يتم تداوله حول مرض السل، وذلك رغم عدم تأكيد هذه الشائعات بشكل رسمي.
ودعت الجمعية في مراسلتها المديرية الإقليمية إلى “اتخاذ إجراءات فورية لضمان صحة وسلامة التلاميذ، من خلال العمل على مراقبة الوجبات الغذائية المتوفرة في محيط المدارس، خاصة الحليب ومشتقاته”.
وإلى جانب ذلك، طالبت الجمعية ذاتها بـتنظيم حملات تحسيسية لرفع وعي التلاميذ والأطر التربوية بمخاطر استهلاك المواد والمنتجات التي لا تخضع للمراقبة.
هذا، وتأمل الهيئة في تفاعل إيجابي وسريع من المدير الإقليمي لضمان حماية التلاميذ وسلامتهم في هذا السياق الصحي الحساس.
ويأتي هذا في الوقت الذي تواجه فيه المصالح المسؤولة عن مراقبة جودة وسلامة المنتجات الغذائية بالمغرب، وخاصة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، انتقادات حادة، بعد ظهور معطيات تفيد بتفشي داء السل بالمغرب نتيجة استهلاك منتجات ملوثة من مشتقات الحليب.
ووفقا لما أورده نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، عبد الكريم الشافعي، فقد بلغت حالات السل بالمغرب 30 ألفا وسط صمت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، منبها للمخاطر التي تمثلها منتجات الألبان غير المعقمة التي يبتاعها الناس من الباعة المتجولين، أو ما يعرف في الأوساط الشعبية بـ”حليب العبار”.
ويدعو حماة المستهلك إلى اختيار “الحليب المبستر، أي المعقم والمراقب”، باعتبار أنه “يخضع للغليان في درجة حرارة تقضي على كل البكتيريا، بما في ذلك المسببة لداء السل”، محذرين من أن السل “ليس مجرد مرض رئوي كما قد يتصور البعض، بل هو داء خطير وقاتل من شأنه أن يصيب الكلي أو الكبد أو الرئة أو حتى المخ”.
التعاليق (0)