أوقفت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بالقيادة الجهوية لمراكش مؤخرا 67 شخصا، وذلك في أعقاب أبحاث وتحريات ترتبط بتفكيك شبكة إجرامية متورطة في الاتجار بالمخدرات الصلبة وتبييض الأموال.
وتفجرت خيوط هذه القضية بعد توقيف عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بمراكش أحد أكبر مروجي المخدرات الصلبة على مستوى المدينة وضواحيها، إثر تعقب دقيق له استمر لأزيد من أسبوعين، في إطار رصد تحركاته التي تميزت بتردده المستمر على الفيلات الفاخرة والفنادق المصنفة.
وأسفرت أبحاث عناصر الدرك عن تفكيك شبكة إجرامية شديدة التعقيد ذات صلة بمروج المخدرات، تبين أنها تنشط في ترويج الكوكايين وتحويل أموال مشبوهة يستقبلها مزودون رئيسيون ينشطون في أقاليم الشمال، خاصة في تاونات.
وكشفت التحقيقات أن المشتبه فيه الرئيسي الموقوف كان يدير شبكة مالية موازية تعتمد على الاستعانة بأشخاص غير مشبوهين من ساكنة مراكش، في عمليات إرسال مبالغ ضخمة بأسمائهم عن طريق الإدلاء ببطاقاتهم الوطنية لدى وكالات التحويل المعتمدة، مقابل مبالغ تتراوح بين 500 و1500 درهم لكل عملية تحويل.
ومن جهتهم، استغل أفراد الشبكة في الشمال مجموعة من الأشخاص، منهم مواطنون بسطاء، استعملت بطاقاتهم الوطنية في استقبال تحويلات مالية، مقابل مبالغ مالية مماثلة، وذلك بتعاون مع صاحب وكالة تحويل أموال معتمدة كان يشكل حلقة وصل رئيسية في هذا النشاط الإجرامي.
وفي هذا الصدد، انتقلت فرقة تابعة للمركز القضائي بمراكش خلال الأسبوع المنصرم إلى مدينة تاونات، حيث تم توقيف 6 مزودين رئيسيين، إلى جانب صاحب وكالة تحويل الأموال، فيما تم توقيف باقي المتورطين في عمليات متفرقة بمناطق مختلفة.
وبلغ مجموع الأموال المحولة عبر هذه الشبكة منذ مطلع سنة 2024 ما يزيد عن 6 مليارات سنتيم، فيما تشير التحريات إلى أن الشبكة كانت نشطة لأكثر من أربع سنوات، ما يعكس دقتها واحترافيتها في هذا المجال.
هذا، وقد قررت النيابة العامة إيداع جميع الموقوفين سجن الأوداية رهن الاعتقال الاحتياطي، في انتظار تعميق البحث واستكمال التحقيقات التفصيلية المرتبطة بهذه القضية الشائكة، ورصد ارتباطاتها وامتداداتها المحتملة على الصعيد الوطني.
التعاليق (0)