شهدت جماعة أيت عميرة التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها، يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، حادثة سير خطيرة كادت تودي بحياة عشرات الأشخاص لولا الألطاف الإلهية.
ويتعلق الأمر باصطدام خطير بين شاحنة صهريجية لنقل المياه الجوفية وحافلة تقل عمالا زراعيين بعد مغادرتهم مقرات عملهم، الأمر الذي أسفر عن تسجيل بعض الأضرار المادية بالمركبتين، دون تسجيل أية خسائر في الأرواح.
وأعاد هذا الحادث إلى الواجهة مجموعة من التساؤلات المرتبطة بقانونية اشتغال الشاحنات ببعض جماعات الإقليم ونقلها المياه الجوفية من ضيعات فلاحية إلى أخرى، وكذا حول مهنية بعض سائقي حافلات نقل المستخدمين والعمال وظروف اشتغالهم.
وسبق لمجموعة من المواطنين أن اشتكوا من مخاطر شاحنات نقل المياه بالمنطقة السقوية لاشتوكة، خاصة بإنشادن وبلفاع وايت اعميرة.
وأفاد هؤلاء بأن هذه الشاحنات تتسبب في استنزاف الفرشة المائية في خرق سافر للقانون الذي يمنع نقل المياه، كما أنها تواصل الإضرار بالشبكة الطرقية، متسببة في اهترائها وتآكل أجزاء واسعة منها.
وإلى جانب ذلك، نبه هؤلاء إلى خطر حوادث السير، حيث تغيب صفة التسامح على سلوكات غالبية سائقي الشاحنات المعنية، بحسبهم، مؤكدين أن هذا الأمر يعرض سلامة مستعملي الطريق للخطر.
ومن جهة أخرى، يعد ملف العاملات والعمال الزراعيين واحدا من المعضلات التي يتخبط فيها أكبر إقليم فلاحي في المغرب، حيث يعيش هؤلاء ظروفا معيشية صعبة تتجلى في تدني الأجور وغياب التغطية الصحية والتأمين الاجتماعي لأغلب الفئات العمالية، فضلا عن ظروف نقل غير لائقة تفتقر لأدنى شروط السلامة، الأمر الذي سبق وأودى بحياة الكثيرين منهم في حوادث سير خطيرة.
وكان المئات من العمال قد انخرطوا قبل أشهر في مظاهرات ومسيرات احتجاجية اتجهت صوب عمالة الإقليم بمدينة بيوكرى، مطالبين بالعمل على إرساء عقد اجتماعي جديد يحفظ كرامتهم ويضمن لهم حقوقهم الأساسية.
التعاليق (0)