تحول طاطا إلى “عاصمة للفواجع الصيفية” يجلب تحذيرات نسطاء مدنيين

tata أكادير والجهات

أكادير24 | Agadir24

 

تتواصل تداعيات غرق شاب، كان يعمل قيد حياته موظفا بالسجن المحلي بمدينة طاطا، يوم الأحد الماضي، في أحد الصهاريج الفلاحية بدوار “أسا”، التابع للجماعة الترابية “تاكموت”.

وأعادت واقعة الشاب الذي جرى انتشال جثته بحضور الوقاية المدنية وعناصر الدرك الملكي، إلى الواجهة ظاهرة تسبب النقاط المائية في إزهاق أرواح بشرية كل سنة بإقليم طاطا.

وتودي صهاريج جماعة “تاكموت” ووديان “المرارْ” بجماعة طاطا وشلالات العتيق بجماعة “تسينت” بحياة العديد من شبان كل سنة، خاصة خلال فصل الصيف.

هذا، وقد سبق لهذه المناطق أن عرفت خلال السنوات الماضية حالات غرق تعود لشبان في العشرينات من أعمارهم وآخرين مراهقين، ما بات يجعل من إقليم طاطا، حسب المحليين، “مركزا للفواجع الصيفية على الصعيد الوطني”.

وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف رشيد الكوض، عضو الشبكات المدنية بالمنطقة، أن فواجع الغرق التي تحدث بالإقليم مردها إلى غياب المناطق الترفيهية الموجهة لاحتضان تطلعات ورغبات الشباب، مشيرا إلى أن المنطقة باتت معروفة على الصعيد الجهوي بأنها تودع كل سنة ما يصل إلى 5 أفراد من شبابها، ذلك أنها تتوفر على عدد من النقاط السوداء غير المهيكلة التي تلجأ إليها الفئة الشابة بحثا عن عيش أجواء الصيف”.

وأوضح الكوض أن “هذه النقاط السوداء عبارة عن صهاريج فلاحية، ووديان تمتلئ بمياه الأمطار وتستقطب شبانا يغامرون بأرواحهم بسبب رغبتهم في الاستجمام”، مبرزا أن “مركز طاطا كان يتوفر على مسبح قبل أن يوصد أبوابه”.

ولفت ذات المتحدث إلى أن “طبيعة المنطقة الواحية وتوفرها على بعض المناطق للسباحة غير المهيكلة جعلها قبلة لشباب قاطنين بمناطق بعيدة، على الرغم من كونها مهمشة من ناحية البنيات التحتية الترفيهية”، معتبرا أن هذا الوضع “يثير مسؤولية المنتخبين والجهات الوصية بالمنطقة”.

وخلص الفاعل المدني إلى ضرورة توفير بدائل حتى لا ترتفع الحصيلة مجددا، ووقف نزيف الأرواح التي تذهب ضحية الغرق بالإقليم.

وتجدر الإشارة إلى أن النقاط السوداء التي تعرف حالات الغرق كل سنة بإقليم طاطا هي غير مهيكلة، ولا تنضوي تحت لواء جهة ضبطية معينة، بل هي منتزهات طبيعية وفلاحية تستقطب الشباب، وهو ما تدق الهيئات المدنية المحلية بخصوصه ناقوس الخطر كل سنة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً