تشهد تجزئة “حما”، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجماعة تيزنيت، فوضى بيئية غير مسبوقة بعد أن تحولت أراضٍ خاصة إلى مطارح عشوائية تُفرغ فيها النفايات المنزلية ومخلفات أوراش البناء، في مشهد ينذر بكارثة بيئية وصحية تهدد الساكنة المحلية.
وأفاد متضررون بأن شاحنات، يرجح ارتباطها بمقاولين وأصحاب مشاريع بناء، تتردد بشكل يومي على المنطقة لإفراغ كميات ضخمة من الأزبال والردم دون أي ترخيص، ما يشكل خرقًا صريحًا للقوانين البيئية واعتداءً سافرًا على حقوق الملكية الخاصة.
ولم يتوقف الضرر عند مالكي هذه البقع الأرضية، بل امتد ليشمل كافة السكان، خصوصًا بعد انسداد مجاري تصريف مياه الأمطار نتيجة تراكم الأتربة والأحجار، مما فاقم من الهواجس المرتبطة بسلامة البنية التحتية.
وتزداد المخاوف مع اقتراب فصل الشتاء، حيث شكلت أكوام الردم المتراكمة حاجزًا ترابيًا طبيعيًا يمنع تسرب المياه، وهو ما قد يتسبب في فيضانات مفاجئة تهدد الأرواح والممتلكات في حال استمرار هذا الوضع المتردي.
ودق المواطنون ناقوس الخطر مطالبين بتدخل فوري من السلطات المحلية، من خلال وقف هذا التسيب البيئي وتفعيل المراقبة على الشاحنات المخالفة، إلى جانب إطلاق حملة لتنظيف وفتح قنوات الصرف الصحي قبل موسم الأمطار.
ويبقى الأمل معلقًا على تحرك حازم يُنهي مظاهر العبث البيئي، ويعيد الاعتبار لقانون التعمير وحماية البيئة، وسط دعوات متكررة بفرض غرامات على المخالفين وتعويض المتضررين، بما يضمن كرامة الساكنة وسلامتهم.
التعاليق (0)