يشهد برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير، الذي أُطلق بتوجيهات ملكية سامية في 4 فبراير 2020، تقدماً ملحوظاً في مختلف قطاعاته، ويبرز من بينها ورش تجويد خدمات النقل العمومي كأولوية استراتيجية. يتولى والي جهة سوس ماسة، السعيد أمزازي، الإشراف المباشر على هذا المشروع الطموح الذي يشمل الحافلات، حافلات الباص واي، وسيارات الأجرة، بهدف توفير منظومة نقل حديثة وفعالة تواكب التطورات التي تشهدها المدينة.
ثورة في قطاع سيارات الأجرة: رقمنة وتحديث
لطالما كان قطاع سيارات الأجرة يواجه تحديات كبيرة، مما يستدعي حلولاً جذرية لمواكبة التحولات الكبرى التي تنتظر المملكة، مثل استضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030. في هذا السياق، بادر والي الجهة إلى وضع خطة استراتيجية لإعادة هيكلة هذا القطاع الحيوي.
أهم ملامح هذه الخطة هو إطلاق مشروع بقيمة 1.3 مليون درهم لرقمنة ومراقبة أسطول سيارات الأجرة في أكادير، الذي يضم 2496 سيارة و 8077 سائقاً. سيتم تفعيل نظام تنقيط بيومتري لرخص الثقة، مما سيسمح بمراقبة أداء السائقين بشكل يومي ودقيق. هذه الخطوة تهدف إلى ضمان انضباط وجودة الخدمة المقدمة للساكنة والزوار، مما يساهم في تحسين تجربة النقل بشكل عام.
أسطول حافلات عصري: تجديد شامل للبنية التحتية
تتجه أكادير نحو تعزيز أسطول النقل الحضري بحافلات حديثة وصديقة للبيئة. يجري العمل حالياً على صفقة لتوفير 250 حافلة جديدة، من المتوقع أن تدخل الخدمة قريباً بالتزامن مع تشغيل حافلات الباص واي التي تم استلامها مؤخراً.
هذه الحافلات الجديدة، بالإضافة إلى مشروع الباص واي، ستعمل على إحداث نقلة نوعية في جودة وكفاءة شبكة النقل العمومي. يهدف هذا التحديث إلى تقليل الازدحام المروري، وتوفير خيارات نقل مريحة وفعالة، بما يتوافق مع مكانة أكادير كوجهة سياحية بارزة وقادرة على استضافة الفعاليات الكبرى.
باختصار، تعد هذه الجهود المستمرة خطوة هامة نحو إرساء منظومة نقل متكاملة في أكادير، تتماشى مع معايير الجودة العالمية، وتلبي تطلعات الساكنة المحلية والزوار، مما يعزز من جاذبية المدينة كمركز اقتصادي وسياحي رائد.