تسود حالة من القلق والترقب في أوساط الفلاحين ومربي الماشية بمختلف مناطق المملكة، بسبب تأخر التساقطات المطرية، ما ينذر بموسم فلاحي صعب قد تكون له انعكاسات مباشرة على الزراعات الخريفية وعلى الغطاء النباتي الذي يشكل مصدر عيش أساسي لمربي الماشية.
ويخشى الفلاحون أن يتكرر سيناريو المواسم الماضية، حيث أدى ضعف التساقطات إلى تراجع مردودية الأراضي الزراعية وارتفاع كلفة تربية الماشية، خصوصا في ظل موجات الحرارة التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، والتي فاقمت من حدة الوضع وأثرت على الأراضي البورية التي تعتمد بشكل رئيسي على الأمطار.
وفي الوقت الذي ترتبط فيه الزراعات الخريفية ارتباطا وثيقا بالأمطار الأولى من الموسم، فإن أي تأخر إضافي في هطولها قد يربك مخططات الفلاحين ويجعلهم أمام تحديات اقتصادية صعبة، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وغلاء أسعار الأعلاف.
ومن جهتهم، عبر مربو الماشية عن مخاوف كبيرة من هذا التأخر، مشيرين إلى أن غياب الكلأ الطبيعي في هذه المرحلة الحساسة يزيد من أعبائهم المالية، لا سيما مع توقف الدعم المخصص للشعير، الذي كان يساهم في التخفيف من التكاليف خلال السنوات الماضية.
وأكد عدد من الكسابة أن غياب التساقطات المطرية لا يعني فقط تأثر الفلاحين المنتجين للمحاصيل الزراعية، بل ينعكس كذلك على تربية الماشية التي تعتمد بشكل كبير على المراعي الطبيعية، ما يدفعهم لشراء الأعلاف بأسعار مرتفعة.
ويطالب هؤلاء بتسريع إطلاق برنامج الدعم الخاص بالشعير لما له من دور أساسي في حماية القطيع الوطني وضمان استقرار الأسعار.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، أفاد الفاطمي بوكرزية، رئيس الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، بأن “الجميع ينتظر التساقطات المطرية بفارغ الصبر لكونها تبعث الأمل في نفسية الفلاح”، موضحا أن “هطول الأمطار في هذه الفترة يجعل مؤشرات الإنتاج السنوي تكون إيجابية، بيد أن تأخرها قد يعمق معاناة الفلاحين”.
وسجل الفاطمي أن “تأخر التساقطات المطرية في هذا الفترة يجعل الفلاح أكثر تضررا، خصوصا مع تضرر الغطاء النباتي وكذا في ظل غياب الدعم الخاص بمادة الشعير بالنسبة لمربي الماشية”.
وفي ظل هذه الوضعية المناخية الصعبة، يبقى الأمل معقودا على تحسن الأحوال الجوية خلال الأسابيع المقبلة، بما يضمن بداية جيدة للموسم الفلاحي ويخفف من معاناة الفلاحين والكسابة، فيما يراهن الفاعلون في القطاع على تدخلات سريعة من الوزارة الوصية لإطلاق برامج دعم عاجلة، تساهم في التخفيف من آثار الجفاف على القطاع.