شهد المغرب في الآونة الأخيرة طقسا متقلبا مصحوبا بارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يوحي بأن المملكة تعيش وضعية مضطربة على المستوى المناخي، شأنها في ذلك شأن بلدان أخرى حول العالم.
وتزامنت موجة الحرارة المسجلة مع أواسط فصل الشتاء، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات في صفوف المواطنين والمواطنات.
في هذا السياق، كشف الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية أن “درجات الحرارة عرفت ارتفاعا ملموسا الأسبوع الجاري، وصل معدله يومي 13 و14 بجنوب ووسط البلاد إلى ما يعادل 5 إلى 9 درجات فوق المعدل الموسمي”.
وأضاف يوعابد أن “ارتفاع درجات الحرارة بالجنوب ووسط البلاد والسهول الأطلسية يعزى أساسا إلى نشاط المنخفض الصحراوي وامتداده إلى جنوب البلاد، ما يثير رياحا جنوبية شرقية تقوم بدفع كتل هوائية دافئة ومدارية من الصحراء الكبرى نحو أقاليم الجنوبية ووسط البلاد، ممتدة نحو السهول الأطلسية”.
مدن مغربية تسجل أرقاما قياسية في درجات الحرارة
كشف مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية أن “معدل الارتفاع المسجل في درجات الحرارة تراوح بين 5 و9 درجات مئوية فوق المعدل الموسمي، رغم أننا في أوساط شهر فبراير”.
ووفقا لذات المتحدث، فقد تم تسجيل 37 درجة بطانطان والسمارة، و35.6 درجة بآسفي، إلى جانب 34 درجة بتارودانت، موضحا أنه تم تجاوز الحرارة القصوى الشهرية لشهر فبراير بكل من سيدي إفني وتيزنيت وتارودانت وبنكرير والنواصر والجديدة والقنيطرة.
وأورد يوعابد أن ظاهرة الموجات الحرارية ستستمر خلال فصل الشتاء، مشيرا إلى أن شهر يناير الماضي كان من بين أشد الشهور على المستوى العالمي والوطني دفئا، إذ تراوح معدل الارتفاع بين 5 و10 درجات مئوية.
المغرب ليس استثناء
أكد يوعابد أن المغرب ليس استثناء بخصوص ظاهرة الموجات الحرارية خلال فصل الشتاء، ذلك أنها أخذت بعدا عالميا.
وأوضح ذات المسؤول أن “هناك إجماعا على أننا نشهد فترة بدأت فيها درجة الحرارة في تخطي المعدل”، مشيرا إلى أن “شهر فبراير الجاري يعد أكثر دفئا مقارنة مع شهر فبراير من السنة الماضية”.
وكما تشير الإحصائيات، فإن سبع مدن مغربية سجلت أرقاما قياسية في درجات الحرارة يومي 13 و14 الماضيين، وهي المدن التي سبق ذكرها، وفق الحسين يوعابد.