تواصل السلطات بمختلف جهات المملكة اعتماد مجموعة من إجراءات “التقشف” في الماء، لمنع الوصول إلى مرحلة العطش والخصاص، وكذا التخفيف من حدة الإجهاد المائي.
وتظهر البيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة التجهيز والماء أن نسبة ملء السدود على الصعيد الوطني بلغت 28,39 في المائة، ما يعني حوالي 4 مليارات و780 مليون متر مكعب من المياه تتوزع بشكل متباين على الأحواض المائية التسعة بالمملكة.
وتعد جهة سوس ماسة واحدة من المناطق الأكثر تأثرا بالجفاف وقلة الموارد المائية، ولذلك تواصل السلطات بأقاليمها تقنين زراعة البطيخ بنوعيه الأصفر والأحمر، خصوصا بإقليم طاطا، فضلا عن إعداد برامج لإعادة استعمال المياه العادمة للمعالجة وتقنين مراقبة الربط انطلاقا من قنوات التوزيع بإقليم تارودانت.
وفي جهة مراكش أسفي، تواصل السلطات منع ملء المسابح مرات عديدة في السنة وتنظيم النشاط المهني للحمامات ومحلات غسل السيارات، إلى جانب مراقبة توزيع المياه ومنع حفر الآبار وإحداث أثقاب استكشافية، فضلا عن تدابير أخرى تروم تحقيق الغاية نفسها.
وعلى النحو ذاته، تواصل سلطات جهة كلميم واد نون التمسك بتطبيق عدد من الإجراءات، بما فيها اشتغال الحمامات وغسل السيارات أربعة أيام في الأسبوع فقط، وتعليق منح تراخيص جديدة للمحلات الخاصة بغسيل السيارات، إلى جانب منع زراعة البطيخ.
ودفعت الوضعية المائية الحرجة كذلك سلطات جهة درعة تافيلالت إلى مواصلة منع زراعة البطيخ بنوعيه، خصوصا بإقليم تنغير، ثم منع ملء المسابح العمومية والخصوصية لأكثر من مرة واحدة في السنة بإقليم الراشيدية، فضلا عن تدابير أخرى تروم تحقيق الهدف نفسه.
ويبدو أن جهة الدار البيضاء سطات، التي تعتبر الأكثر كثافة سكانية بالمغرب، التحقت بدورها بركب الجهات التي تكافح حالة الإجهاد المائي، إذ تم تقنين زراعة الجزر والزراعات الأكثر استهلاكا للمياه في حدود 5 آلاف متر مكعب في السنة، فضلا عن منع استغلال الموارد المائية الجوفية عن طريق الآبار أو الأثقاب أو مجاري المياه أو الوديان بدون ترخيص من الجهة صاحبة الاختصاص.
أما على صعيد جهة الرباط سلا القنيطرة، فيستمر منع استعمال الماء الشروب لغسل وتنظيف الشوارع والساحات العمومية والطرقات وسقي المساحات الخضراء والحدائق والملاعب الرياضية، فضلا عن المنع الكلي لزراعة العشب الطبيعي وحصر أيام اشتغال الحمامات في أربعة أيام بالأسبوع.
ويذكر أن خطاب عيد العرش لسنة 2024 شكل دافعا قويا للسلطات المركزية والجهوية والإقليمية والمحلية بغية تكثيف الجهود والتعامل بشدة مع طبيعة الوضع الذي تعرفه الموارد المائية للمملكة، تزامنا مع سنة جديدة يتخوف المغاربة من أن تكون على شاكلة سابقاتها التي تميزت بندرة التساقطات واستمرار ظاهرة الجفاف.
التعاليق (0)