تواجه شركة “ألزا”، الرائدة في مجال النقل الحضري بالمغرب، تحديا حاسما بعد الإعلان عن مناقصات جديدة لتدبير شبكات النقل العمومي في عدد من المدن الكبرى، في خطوة من شأنها أن تعيد رسم خارطة الفاعلين في القطاع وتضع مستقبل الشركة الإسبانية على المحك.
ووفقا لما أوردته صحيفة “الإسبانيول”، فقد أصبحت هيمنة “ألزا” على النقل العمومي بالحافلات في مدن مراكش، طنجة، وأكادير مهددة، وسط تقارير تشير إلى أن عقدها في مدينة الدار البيضاء سيعاد النظر فيه أيضا.
وتشغل “ألزا” حالياً شبكات نقل واسعة في هذه المدن، كما أنها تعد من أبرز الشركات النشيطة في القطاع، غير أن تراكم الاختلالات المسجلة على مستوى الخدمات ساهم في تصاعد غضب المواطنين واستياءهم من تدبير الشركة للملف.
وتتيح المناقصات الجديدة فرصة لدخول شركات نقل بديلة، سواء محلية أو دولية، الأمر الذي من شأنه أن يغير معالم سوق النقل الحضري في المغرب.
ويأمل كثير من المواطنين أن تمثل هذه الخطوة نهاية لفترة طويلة من الاختلالات وسوء التسيير التي صاحبت خدمات الحافلات العمومية، مطالبين بتحسين جودة النقل، وتحديث الأسطول بما يليق بمستوى تطلعاتهم، وفرض رقابة صارمة على الشركات المشغلة لضمان التزامها بدفاتر التحملات.
وتجدر الإشارة إلى أن دخول شركة “ألزا” إلى السوق المغربية كان في سنة 1999 من خلال توقيع عقد تدبير مفوض لخدمات النقل الحضري في مراكش، بهدف تحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان، قبل أن يتوسع نشاط الشركة لاحقا إلى مدن أكادير في سنة 2010، وطنجة في 2014، وخريبكة في 2015.
وكانت سنة 2019 منعطفا مهما في تاريخ الشركة، حيث دخلت أسواق الرباط والدار البيضاء، وهما من أكبر وأهم أسواق النقل في المملكة، ما عزز من حضورها ووزنها داخل القطاع.
التعاليق (0)