بوريطة يلتقي لافروف في موسكو: تأكيد على الشراكة الإستراتيجية وتنسيق في الملفات الإقليمية

خارج الحدود

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025، محادثات معمّقة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، في أجواء وُصفت بالإيجابية والبنّاءة. اللقاء يندرج ضمن مسار الشراكة الإستراتيجية المعمّقة التي تربط الرباط وموسكو منذ إعلان 2016، وإرادة الجانبين في إعطائها زخماً عملياً في الملفات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية.

وخلال الاجتماع، نقل بوريطة تحيات وأطيب متمنيات جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس فلاديمير بوتين، في إشارة إلى متانة علاقات الثقة بين القيادتين وإلى الاستمرارية في خيار تطوير التعاون الثنائي. وقد سبقت الزيارة إشارات رسمية روسية اعتبرت المغرب “شريكاً مهماً” لروسيا على الصعيد الإفريقي، مع إبراز انتظام التشاور بين الوزيرين.

وأكد الوزيران، بحسب ما نشرته وسائل إعلام عمومية مغربية وبيانات رسمية، أنّ العلاقات الثنائية تشهد “تطوراً متواصلاً” ضمن الإطار الذي أرساه إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقّع في مارس 2016، والذي يشكّل اليوم مرجعاً موجهاً للمشاريع المشتركة في الأمدين المتوسط والبعيد. كما ذكّرت الخارجية الروسية بسابقتيْن بارزتيْن في مسار هذه العلاقة: زيارة جلالة الملك إلى موسكو في 2002 ثم 2016، وما رافقهما من إرساء صيغ تعاون مؤسساتية.

على الصعيد الإقليمي، تناولت المباحثات مستجدات شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط، مع تأكيد الجانب الروسي استعداده للمساهمة في تيسير جهود التسوية في بؤر التوتر الإقليمية، في حين شدّد الطرفان على أهمية التنسيق في القضايا الدولية الراهنة. كما أشار الإعلام الروسي إلى عقد مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات لعرض خلاصات التنسيق.

الزيارة سبقتها أيضاً إحاطة من وزارة الخارجية الروسية حول أجندة اللقاء، أكدت فيها أنّ مباحثات لافروف وبوريطة ستهمّ مسارات التعاون الثنائي وملفات الاستقرار الإقليمي، في سياق دينامية اتصالات دورية بين الرباط وموسكو. وترافقت مع نشر حساب الخارجية الروسية إشعاراً رسمياً بموعد المحادثات في موسكو.

ويُرتقب، وفق ما أوردته وسائل الإعلام المغربية العمومية، أن تفضي هذه الجولة إلى توسيع دوائر التعاون العملي، ولا سيما في الاقتصاد والطاقة والبحث العلمي والثقافة، مع مواصلة العمل بمبدأ “التفاهم والاحترام المتبادلين” كرافعة للشراكة. وبذلك يعيد الطرفان تأكيد تمسّكهما بإطار 2016 كمرتكزٍ يوجّه المرحلة المقبلة من العلاقات المغربية–الروسية.

ملاحظة تحريرية: اعتمد هذا الخبر على مصادر رسمية وإعلامية مغربية وروسية (MAP، SNRT، وزارة الخارجية الروسية، وحساب الخارجية على منصة X) المنشورة بتاريخ 16 أكتوبر 2025.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً