بايدن : الرجل الديموقراطي الذي بلغ الحكم بعد سقطات متوالية

بايدن خارج الحدود

أكادير24 | Agadir24

بايدن : الرجل الديموقراطي الذي بلغ الحكم بعد سقطات متوالية

فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن يوم أمس السبت 7 نونبر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حسب توقعات نشرتها وسائل إعلام أمريكية، ليصل بذلك إلى سدة حكم الولايات المتحدة الأميركية منهيا طموح منافسه دونالد ترامب في البقاء في الحكم لولاية ثانية، وذلك بحصوله على أصوات أكثر من 270  من كبار الناخبين وهو الرقم الضروري للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

فمن هو جو بايدن الرئيس الجديد للويالات المتحدة الأميركية، وكيف وصل إلى الحكم؟

طفولة جو

ولد جوزيف روبينيت بايدن عام 1942  في مدينة سكرانتون العمالية الواقعة بشمال شرق ولاية بنسلفانيا، وسط أسرة كاثوليكية من أصول إيرلندية، وهو الإبن الأول من بين أربعة أطفال لأب عمل في تنظيف الأفران وفي بيع السيارات المستعملة، وغيرها من الأعمال لتوفير لقمة العيش لأسرته.

عانى بايدن من التلعثم سنوات طويلة، الأمر الذي جعله محط سخرية زملائه في المدرسة، حيث كانوا يسمونه “باي..باي” عندما يحاول أن ينطق اسمه الأخير، وقد تغلب بايدن على مشكل النطق لديه بقراءته للشعر بصوت عال أمام مرآته، حسب معلومات جمعتها صحيفة “The Independent” البريطانية.

دروب في السياسة

شغل بايدن منصب عضو المجلس المحلي في مقاطعة نيو كاسل بين 4 نوفمبر1970  إلى 8 نوفمبر 1972، ثم شغل منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي منذ 3 من يناير1973  إلى 15 من يناير من العام 2009، أي من الفترة البرلمانية 93 للكنغرس الأمريكي حتى الفترة البرلمانية 111، ممثلا ولاية ديلاوير.

استقال بايدن من عضويته في مجلس الشيوخ عام 2009، ليتولى منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق باراك أوباما لولايتين متتاليتين (2009 – 2017).

محاولات فاشلة للوصول إلى البيت الأبيض

ترشح بايدن للانتخابات الرئاسية لعام 1988  دون أن يفوز بها، إذ نالته اتهامات بالسرقة الفكرية وتزوير شهادات أخرى، كما أنه في نفس العام أدخل المستشفى على إثر تمزق في ورم دموي، الأمر الذي اضطره لأخذ نقاهة مدتها سبعة أشهر للتعافي قبل العودة إلى الكونغرس.

خاض بايدن السباق الرئاسي مرة أخرى عام 2008، لكنه انسحب لاحقا من السباق الرئاسي، ليجعله أوباما نائبا له في العام نفسه، ومن هنا كانت بداية علاقة وصفتها وسائل إعلام أمريكية ب “المتينة” بين الرئيس ونائبه، خبر بايدن على إثرها أساليب التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية من طرف أول رئيس من أصول إفريقية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وإن كانت له آراء مختلفة عن أوباما في بعض الأحيان.

علاقته بالرئيس السابق باراك أوباما

اختار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2008  جو بايدن ليكون نائبا له، وذلك لكونه عضواً قديما في الكونغرس الأمريكي وعلى دراية جيدة في مجال السياسة الخارجية وقضايا الدفاع، وقد استطاع مع أوباما تحقيق الانتصار في الانتخابات ليصبح بذلك الرجل الثاني في الولايات المتحدة الأميركية بعد الرئيس.

هذا و ربطت علاقة شخصية قوية كلا الرجلين، حتى أن أوباما أعد مفاجأة لجو بايدن قبل أقل من أسبوع على مغادرتهما البيت الأبيض، إذ منحه وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى تكريم مدني في الولايات المتحدة، وقال أوباما حينها أنه يقلِّد بايدن جائزةَ “أفضل نائب رئيس عرفته أمريكا على الإطلاق”.

سياسة بايدن الخارجية

يثير بايدن قلقا في الوسط الدولي بشأن سياسته الخارجية وقراراته المتناقضة أحيانا، فعلى سبيل المثال، كان قد صوت ضد حرب الخليج عام 1991، ثم تحول لتأييد غزو العراق بعد 12 عاما، قبل أن ينقلب ويصبح من منتقدي توريط القوات الأميركية في هذا الغزو.

ويميل بايدن حسب ما اتضح للعديدين خلال حملته الانتخابية إلى استخدام الدبلوماسية لا الضغط و الشدة على غرار ما كان يفعله ترامب، فقد وعد بالعودة إلى اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني اللذين انسحب منهما ترامب، هذا إلى جانب أمل الرجل الديموقراطي في إعادة نسج العلاقات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، و التي عصفت بها أربع سنوات من “الحكم الترامبي”.

مغازلته للأقليات

طفت ملفات العنصرية ضد الأقليات العرقية في الولايات المتحدة الأميركية على السطح مؤخرا، وهو الأمر الذي ألهب فتيل الاحتجاجات في العديد من ولايات البلاد، اتهمت خلالها الشرطة الأميركية بالعنصرية ضد السود.

ويطمح بايدن إلى مواجهة هذا الملف عن طريق خطة لتعزيز المساواة العرقية في أمريكا أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، وتشمل هذه الخطة تطوير اقتصاد يتمتع فيه كل أميركي بعائد عادل لعمله وفرصة متساوية للمضي قدمًا، حيث يصف هذه الخطة في حملته الانتخابية ب ” الاقتصاد الذي يتم فيه الترحيب أخيرًا بالأسر واللاتينيين والآسيويين الأمريكيين وجزر المحيط الهادئ والعمال الأمريكيين والعائلات كمشاركين كاملين”.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الرئيس الجديد اختار اللاتينية الآسيوية كامالا هاريس نائبة له في الانتخابات التي خاضها مؤخرا.

امتيازات المرور من البيت الأبيض

قادت العديد من الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية تحقيقات حول امتيازات الرؤساء الأمريكين، و أوضحت تقارير نشرتها كل ” ” Wall Street Journal  و “USA today”  أن الرؤساء الأمريكيين المتقاعدين يحظون براتب مدى الحياة، قدر بـ 400 ألف دولار سنويا، إلى جانب استفادتهم من الرعاية الصحية في منشآت طبية عسكرية عالية الكفاءة والتجهيز، و من التأمين الصحي والبريد المجاني ونفقات شخصية أخرى، كما يتم توفير حراسة أمنية للرؤساء المنتهية ولايتهم مدى الحياة.

وتستفيد زوجة الرئيس بدورها من تولي زوجها الرئاسة، إذ تحصل هي الأخرى على معاش سنوي مدى الحياة حددت قيمته في 20 ألف دولار.

 

سكينة نايت الرايس- أكادير 24

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.