قد يكون هذا النّيف الجزائري أطول شرود في العالم.. بعد أن رفع حكام الكاف راية تنصّل حكام الجزائر من التزاماتهم المؤطرة لبطولة الشان.. بصيغة برقية موجّة إلى الفاف الجزائري مستفسراً عن الشرط المغربي بفتح الأجواء للمنتخب الوطني عبر الخطوط الملكية المغربية للمشاركة في التظاهرة الإفريقية بالجزائر..
وفي انتظار 24 ساعة القادمة للإجابة عن هذه البرقية كما صرح بذلك وزير الشباب الجزائري اليوم تجدر الإشارة إلى أن الجامعة المغربية قد برّأت نفسها من اية متابعة أوغرامة من طرف منظمة الكاف بدليل أن مراسلتها للطرف الجزائري هو اعتراف بحق ومصداقية وقانونية الطلب / الشرط المغربي..
وهو جواب مؤسساتي لتلك الابواق الإعلامية التي اعتبرت قرار الجامعة محاولة لنسف التظاهرة واستفزاز بلد المليون شهيد ومكة الثوار.. مثيل هذه العناوين البارزة بمختلف الجرائد هناك :
( فوزي لقجع يُعاني من الحُمَّى وبدأ يهذي عشية المحفل الجزائري- الإفريقي.).. ( المغربي لقجع يرغب في حضور العرس الجزائري لكن يشعر بِالذلّ في مكّة الثُوّار)
إذا كان الأمر كذلك لماذا طالب نظامكم 24 ساعة للجواب على الشرط المغربي.. هل يحتاج الأمر كل هذه المدّة للخروج بقرار اتجاه بلد يعتبر العدو الأول والكلاسيكي الابدي للحاكم الفعلي للجزائر.. وانسجاما مع هذا الموقف كان على الرد ان لا يتجاوز أقل من ثانية وبصيغة الرفض لفتح الأجواء مباشرة مع المغرب أيّاً كانت الدوافع والمبررات.. وكما قال المسمّى بن سديرة النبّاح صوت الجنيرال نزار
( البطولة ستقام بدون المرّوك ومن الأحسن أن لا يحضر الصهاينة ببلد الشهداء)
وقد ذكرني بماقاله الوزير الاول سلال القابع بالسجن حاليا ( مستعدّون ان نخسر كلّ شيء إلاّ النيف الجزائري)
هذا النيف اليوم مصاب بالزكام .. وعلينا انتظار 24 ساعة لمعرفة حدّة الإصابة التي لا شك ستترك أثرها على كل مفاصل دولة الجنيرالات أيّاً كان قرارها بالرفض ام الإيجاب.
لأن المطالبة بمهلة للإجابة عما هو خطّ أحمر في حدّذاته تشكيك وارتباك وحيرة وتردد.. وهذا ليس من شيم وسلوكات الدولة العظمى والقوة الضاربة ومكّة الثوار..كما جاء على لسان الرئيس تبّون بأكثر من مرّة..أم أنها شعارات لا تعدوا ان تكون تسويقاً لأوهام بطوليّة للشعب الجزائري من أجل استغلاله وتدجينه لا غير..
والحقيقة ان قرار الجامعة فيه من الذكاء وخاصة في هذا التوقيت الذي أصبح فيه المغرب حديث كل الصحف العالمية جعل النظام الجزائري حائرا في اتخاد موقف أحلاهما مرّ.. فإمّا ان يرفض وفي ذلك فضيحة عالمية تجعل العسكر يقحم نفسه في الرياضة وهو إخلال واضح لميثاق الكاف والفيفا أيضا.. وعلى بطولة كأس الأمم 25 السلام أو أن يقبل وفيه أيضا كسر لقرار المقاطعة باقصر بلاغ للجامعة المغربية التي اختارت الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب كي تخبرك من جهة العصابة بأن للصبر حدود وللوقاحة ردع.
ومن جهة ثانية رد الإعتبار للمغاربة لاعبين وصحفيبن الذين تعرضوا الإهانة في مناسبات سابقة بالجزائر خلال هذه السنة..
وهي بهذا القرار أيضاً تجيب بشكل غير مباشر للمزاج العام المغربي الرافض لأية مشاركة مستقبلاً في هكذا تظاهرات بالجزائر وخاصة في بطولة لاقيمة لها أصلا مثل الشان..
عموما لن ننتظر 24 ساعة.. مادام قرار الجامعة قد حقّق مبتغاه وجعل النيف الجزائري الرسمي في حالة شرود أمام أنظار العالم..