توقف مشروع “ترام باص” في أكادير رغم جاهزيته للعمل، بسبب التوجه الجديد الذي اعتمدته السلطات المغربية لإصلاح قطاع النقل الحضري وما بين الجماعات. المشروع الذي انتظرته الساكنة بفارغ الصبر، كان من المفترض أن يخفف من أزمة النقل التي تعاني منها المدينة، إلا أن الإجراءات الجديدة التي أطلقتها وزارة الداخلية فرضت إعادة النظر في تدبير القطاع وتأجيل تشغيله.
وتشمل خطة النقل الجديدة اتفاقية بين وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ومجالس الجهات، تهدف إلى تحسين جودة الخدمات وتعزيز كفاءة منظومة النقل العمومي. وبموجب هذا النموذج، تم تجميد مشروع “باص واي” بأكادير، رغم استكمال بنيته التحتية وتوفر الأسطول المخصص له، في انتظار تكييفه مع الإصلاحات الجارية.
وكانت مدينة أكادير قد أتمت الاستعدادات لإطلاق “ترام باص”، الذي يمتد على طول 15.5 كيلومترًا، ويربط بين الميناء شمالًا ومنطقة تيكيوين جنوبًا، مرورًا بمواقع حيوية مثل الحي الإداري، سوق الأحد، المركب الجامعي ابن زهر، والمنطقة الصناعية لتاسيلا. وتم اقتناء 30 حافلة حديثة من شركة ألمانية في إطار مشروع “أمل واي”، بقيمة 154.2 مليون درهم، لتأمين خدمات يومية لفائدة ما بين 40 إلى 60 ألف راكب.
وفي إطار تنفيذ المخطط الجديد، تستعد المملكة لاستقبال 300 حافلة إضافية بحلول أكتوبر المقبل، موجهة إلى المدن التي ستحتضن مباريات كأس إفريقيا، ضمن برنامج يشمل اقتناء الحافلات، أنظمة التذاكر، تجهيزات المحطات، ومراكز الصيانة، بميزانية تقدر بـ 11 مليار درهم.
ويأتي هذا التوجه الجديد بعد مراجعة نماذج التدبير السابقة، بهدف تحسين الخدمة، ضمان استدامة العقود، وتعزيز مراقبة تشغيل مرفق النقل الحضري. ورغم أن هذه الإصلاحات ترمي إلى تطوير القطاع على المستوى الوطني، إلا أن توقف “ترام باص” أكادير يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه الإجراءات على المشاريع المحلية التي كانت جاهزة للتنفيذ.
التعاليق (0)