النفط يرتد من قاع 5 أشهر… والذهب والفضة يحلقان إلى قمم تاريخية وسط توتر تجاري أمريكي-صيني

الاقتصاد والمال


استعادت أسعار النفط جزءاً من خسائرها، اليوم الاثنين، بعد هبوط حادّ في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر، مدفوعة بآمال انعقاد محادثات بين رئيسي الولايات المتحدة والصين بما قد يخفف حدّة التوتر بين أكبر اقتصادين ومستهلكين للنفط في العالم.

فقد ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بنحو 87 سنتاً (+1.39%) إلى 63.60 دولاراً للبرميل، بعدما أغلقت الجمعة على تراجع بلغ 3.82% مسجلةً أدنى مستوى منذ 7 ماي. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 87 سنتاً (+1.48%) إلى 59.77 دولاراً للبرميل، بعد هبوط 4.24% في ختام الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ التاريخ نفسه.

وجاءت التقلبات عقب جولة جديدة من الشد والجذب التجاري: إذ وسّعت الصين قيودها على صادرات العناصر الأرضية النادرة، فيما ردّت واشنطن بإعلان رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، إلى جانب ضوابط على تصدير البرمجيات الحيوية بدءاً من فاتح نونبر. وبينما يراهن المتعاملون على إمكان فتح قنوات حوار رفيعة المستوى، ما يزال ميزان المخاطر ميّالاً للحذر.

في المقابل، تدفقت السيولة نحو الملاذات الآمنة، ليقفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد. وارتفع المعدن النفيس في السوق الفورية 0.7% إلى 4044.29 دولاراً للأوقية، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة تسليم دجنبر 1.6% إلى 4062.50 دولاراً، بدعم مزدوج من تجدد التوتر التجاري وتزايد الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة. وبذلك يكون الذهب، الذي لا يدرّ عائداً، قد تقدّم بنحو 54% منذ مطلع العام.

ولم تكن الفضة بعيدة عن موجة الصعود، إذ سجّلت هي الأخرى قمة تاريخية عند 51.52 دولاراً للأوقية بارتفاع 2% في المعاملات الفورية. كما دعم المزاج الإيجابي معادن نفيسة أخرى؛ فزاد البلاتين 2.6% إلى 1628.80 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاديوم بالنسبة نفسها إلى 1442.06 دولاراً.

وبين مسعى النفط للتعافي وتكدّس الطلب على الملاذات، يظل مسار الأصول العالمية رهيناً بإشارات أوضح من مسار الحوار الأمريكي-الصيني وتوقّعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة.