في خطوة مليئة بالدلالات السياسية، والإشارات مابين السطور، أقدم الموقع الالكتروني لحزب العدالة والتنمية، على نشر مقال رأي، يوم الخميس الماضي، لكاتبه عبد الرزاق العسلاني، تحت عنوان “إرحل يا بنكيران”، وهو مقال يتضمن كثيرا من “تقطار الشمع” على من يعتبرون خصوما لبنكيران داخل أروقة الدولة، عبر اللعب على الكلمات وتحويل معناها من النقيض إلى النقيض، ومما جاء في المقال: “ارحل يا ابن كيران فما عدنا نطيقك أو نحتمل وجودك بيننا.. اذهب إلى حال سبيلك ودع عنك السياسة والإدارة والسلطة… نحن وحدنا أهلٌ لها لا أنت.
عجيب حالك كل العجب.. مزعجة شخصيتك مثيرة للاشمئزاز حدّ الحقد.. لماذا كل هذا الإصرار على مزاحمتنا رغم إعفائك.. رغم إبعادك قسرا عن المشهد وتغييبك عنه.
كم أنت مزعج يا ابن كيران.. كل الحلول لم تنفع معك.. كل المحاولات.. كل الأساليب وكل الحيل.. مصرٌّ أنت على البقاء على الدوام مثارَ نقاش وجدل.. ومحبّة أيضا.
حمّلناك مسؤولية كل الكوارث.. حرضنا عليك الأصدقاء قبل الخصوم والأعداء.. وألّبنا عليك الإدارة والأحزاب والمواطنين.. جيشنا الإعلام وصرفنا الملايير.. استدعينا الدعم الخارجي ووصفناك بكل صفات “موضة العصر” من اتهامات.. حتى الحمير عبّأناها ضدك.. فتأبى أنت إلا أن تواصل المسير.. غير آبه بكل ذلك.. ولسان حالك يعتبرها مجرّد تفاصيل.. تفاصيل حقيرة”.
واضاف صاحب المقال، “.. نرجوك يا ابن كيران..بل نتوسّل إليك.. ارحمنا وغادرنا طواعية منك.. نعم نقرّ أنك هزمتنا.. نعترف لك أنك أقوى منا.. لكن رجاء دعنا وشأننا ولا تفسد علينا بضجيجك سكوننا.. لماذا تصّر على لعب دور الوسيط بيننا وبينهم.. هم استكانوا لنا وتعايشوا معنا.. لا يستطيعون العيش دوننا.. فكفّ عنا شعاراتك.. واتركنا في سلام.
لماذا تصرّ على إحراجنا.. فنحن لسنا مثلك..نعم نعترف بها.. نحن لا نقوى على النزول من برجنا والتواصل معهم عن قرب.. لا يمكننا ذلك.. لا يمكننا الحديث بحرية.. من أين لنا بقهقهتك المتحرّرة من كل قيد.. نحن نبتسم وكفى.. ليست لدينا مصداقيتك.. قوة خطابك ونبرة صوتك.. اتركنا وشأننا يا ابن كيران”.
ليختم مقالة الرأي بالقول، “..كيف لنا التجرّد من البرتوكول.. من خطابات الخشب.. وقد وجدنا أنفسنا، فجأة ودون سابق إنذار، تحت الأضواء وصنّاع قرار.. نحن لم ينتخبنا الشعب مثلك.. لم نقد حملة أو نقدم برنامجا انتخابيا أو نشارك الناس مهرجانا.. فرحا أو عزاء.. فلا تحرجنا أكثر وانصرف عنا أيها المشاكس.. فلا طاقة لنا بك”.